الطموح وقائمة الأهداف المزدحمة
يندفع الشخص فينا نحو أهدافه المتعددة ويرمي بكامل ثقله لكي يحصل على ما يريد ، أن تكون لك اهداف عديدة هذا امر إيجابي في حين ، وسلبي في حين آخر ، وعندما تنمو في بيئة سيئة راكدة لا تحرك ساكناً كل المشاهد وكل المناظر فيها مكررة كل يوم فإنها بيئة مميزة أيضاً لفعل شيء ما يحول هذا الركود إلى حركة ، قد يكون حماسك وإندفاعك في إحداث هذا التغيير بالبيئة التي حولك قوي ، لكنه سلاح ذو حدين ، فإن كنت شخصاً ينظر حوله وهو يتحرك أعلم أنك لن تتحرك طويلاً وستوقفك نظراتك التي تختلسها لتبحث عن شيء ترضي به شيئاً يتحرك بداخلك يقول أنا .
أما الحد الثاني فهو أنك ستستمتع وأنت تنجز شيئاً جديداً وكلك فخر بأنك أحد مصادر تغيير ما حولك من سلبي إلى إيجابي ، أن يتعلم ذلك الطفل مثلاً كيف ينطق الحرف الأول في حياته على مقعد الدراسة ، أو ذلك الشاب كيف يضغط على زر الدخول ( Enter ) لأول مرة في حياته نحو أحد البوابات التي إخترتها له .. ستكون لك عدة أسباب لأن تفخر بكل شيء يتغير من حولك ، لك الفخر أنك تعلم حروفاً وتنشر علماً .
ما يعيب المرء في يومنا هذا الهروب ، يهرب من كل أخطائه وحلقاته التي يقوم بفك ترابط بعضها ببعض ، أن يتعمد إيذاء ذلك الطموح وأن يوقف ذلك الإندفاع وأن يشطب كل يوم عنصراً من قائمة أهدافه ، يذهب هنالك حيث الحجرة المظلمة يجلس وحيداً يتذكر كل الاعمال الجيدة التي قام بها ، ويتذكر كل نظراته للاشخاص من حوله ، وكيف أنهم لم ينظروا له ، أو أنه يتذكر كم ديناراً ضاع متبرعاً به ، وكم من دقيقة قتلها وهو يفعل ذلك الشيء حتى لو كان بمقابل .
يتمتم وهو لايزال ينظر من حوله ، يحاول ان يقنع نفسه انه الحلقة الاضعف ، يحاول ان يعود للخلف ويكتب قصة حزينة جداً يريق فيها الدماء ويهشم رؤوس كل من لم يصفق له في يوماً ما ، ومن ثم ينهي القصة بأن يضع بضعة الالاف من العامة وراء القضبان بعد ان اوكل لنفسه مهمة ان يكون قاضياً على العامة وجلاداً على نفسه .
لحظة من فضلك ! أوقف طموحك مزق قائمة أهدافك ولاتترك شيئاً خلفك ، اعد تقييم ذاتك حدد كم يمكن ان تعطي بمفردك ولا تبالغ! ، جدد ثقتك بنفسك ، ثم اعد طباعة قائمة اهدافك ، إستعن بمن حولك وتوكل على الله ..
إن الطموح وقائمة الأهداف المزدحمة والإندفاع الكبير الذي تجر نفسك به إن لم توقفه سيوقفك..