خصوصيّات الّتعامل مع أطفال السّنة الّتحضيريّة

ما خصوصيّات الّتعامل مع أطفال السّنة الّتحضيريّة ؟

وما  أهمّ المبادئ البيداغوجيّة التي تقوم عليها ؟

1. الاستقبال المطمئن :
تكتسي الكيفيّة التي يتمّ بها استقبال الأطفال المقبلين على السّنة الّتحضيريّة أهميّة بالغة  وذلك لارتباط نوعيّة هذا الاستقبال وتأثيره في مدى تكيّف الأطفال وتعّلقهم بما يقدّمه الفضاء الّتحضيري من أنشطة وخدمات مختلفة...
إنّ الاستقبال المطمئن، والمشحون حميميّة والمستجيب لحاجات الطفل، خاصّة  العاطفيّة منها، من شأنه أن يكسب الطفل مزيدا من الّثقة بالّنفس ويحرّره من كلّ مظاهر التردّد والانطواء، ويدفعه إلى الّنشاط والّتعبير والّتواصل مع غيره دون احتراز أو خوف أو خجل.   فالاستقبال المطمئن يعتبر أوّل المداخل المؤدّية إلى إسعاد الطفل، فلنشعر الطفل  بالسّعادة منذ البداية.
2. الفضاء الوظيفي الجميل الجذاب :
يختلف الفضاء المحتضن للسّنة الّتحضيريّة عن الفضاء المخصّص للدّراسة العاديّة وذلك من حيث نوعيّة الأثاث واستغلال المساحة واختيار معالم الزّينة والّتزويق والّتجميل...
فالأثاث والّتجهيزات تكون بسيطة، قليلة الّتكلفة، ومتعدّدة الاستعمال مع الاستجابة  لمختلف حاجات الطفل من جهة وإلى مختلف مستلزمات الأنشطة المقترحة من جهة أخرى. واستغلال المساحة يكون وظيفيّا وقابلا للّتغيير المتواصل عن طريق إعادة الّتنظيم في يسر كبير بما يجعل الفضاء المتوفّر قادرا على احتضان مختلف الأنشطة مهما كانت طبيعتها (ألعاب رمزيّة / نشاط يدوي / نشاط فّني / نشاط لغوي / نشاط رياضي / نشاط مسرحي) ومهما اختلفت أهدافها. والمظهر المرئي يكون متناسقا وجميلا وجذابا ترتاح له العين وتنشرح له الّنفس إضافة إلى ما يُتيحه من مجالات للإثارة الذهنيّة والخيال... فلنعمل على أن يكون الفضاء عنصرا من العناصر المساهمة في تحقيق الّتنشئة المنشودة بالّنسبة إلى أطفال السّنة الّتحضيريّة.
التّواصل والعلاقة التّربويّة
تحتلّ عمليّة الّتواصل مكانة جوهريّة في صلب الّتعامل مع أطفال السّنة الّتحضيريّة فبقدر ما يكون هذا الّتواصل سهلا  وناجعا ومثيرا يتمّ التوصّل إلى تحقيق الأهداف المنشودة...
ولا يتمّ تحقيق هذا المقصد إلا متى كانت طبيعة الّتواصل ومسالكه مستجيبة أساسا  لحاجات الطفل ومتناغمة تمام الّتناغم مع مختلف قدراته ومُسايرًة في الآن ذاته لميولاته في تنوّعها ولاهتماماته في تعدّدها واختلافها...
وتحقيقا لنجاعة الّتواصل، على المربّي أن يعمل في هذا المجال على تحقيق ما يلي :
جعل الّتواصل مصدرا لإسعاد الطفل (الّتواصل مع المربّي / الّتواصل مع الأتراب ) عن طريق تجّنب كلّ ما قد يعرقل هذا الّتواصل أو يحدّ من تلقائيّته (الصدّ / عدم الّتثمين / فرض القوالب الجاهزة / فرض مواضيع الّتواصل / الّتوجيه / إلزام المشاركة في الكلام...
عدم فرض نمط مهيكل من الّلغة أو تثمين لهجة دون سواها، بل العمل على جعل  تعدّد الّلهجات، إن وجدت، مصدرا للإغناء والإثراء.
عدم التوجّه بالخطاب إلى الطفل من خلال المجموعة والعمل على الّتواصل مع  الأطفال كذوات منفصلة ومختلفة وذات استقلاليّة بما يساعد الجميع على الّتواصل مع الارتقاء بخطابهم وبصفة تدريجيّة من  البعد الأنويّ إلى الدّائرة الاجتماعيّة، لأنّ هذا المقصد لا يتحّقق إلا عبر توفير وضعيّات الّتواصل وتنويعها وجعلها مصدر إثارة عن طريق إدراجها ضمن تمشيات نشيطة وربطها بواقع الطفل واهتماماته وميولاته الحقيقيّة
ترك الحريّة الكاملة للأطفال في أخذ الكلمة واختيار موضوع الّتواصل واعتماد  السجلّ الّلغوي مع تمكينهم من إبداء الرّأي بكامل الحريّة مع تثمين مختلف تدخلاتهم باعتبارها إسهاما ذا معنى وإضافة مفيدة بهدف تحسيسهم بمكانتهم داخل المجموعة بما ينمّي المسؤوليّة والاستقلاليّة ويثمّن صورة الذات لديهم...
عدم فصل الّتواصل عن الّلعب والحركة والّنشاط بصفة عامّة، ذلك أنّ الّتواصل بالّنسبة إلى الطفل ما هو إلا الوجه الّثاني للّنشاط والمكمّل الّلغوي الّتعبيري للفعل المادّي والحركة الحسيّة. وكلّ فصل للّتواصل عن بقيّة نشاط الطفل ما هو إلا ضرب من ضروب التعسّف على شخصيّة الطفل في تكامل أبعادها وتوقها إلى التفّتح الشامل
   اعتبار الإسهام في عمليّة الّتواصل حاجة أساسيّة لدى الطفل قبل أن تكون مقصدا  تربويّا ومطمحا بيداغوجيّا، والعمل على إثارة هذه الحاجة بدل العمل على فرضها وتقنينها، بما يجعل الإسهام في الّتواصل نابعا عن الرّغبة بدل أن يكون إرضاءً لطلب المربّي...
استراتيجيات تنشيط الفوج التحضيري
1- اللعب:
يعتبر اللّعب بالنسبة للطفل المحرك الذي يدفعه بقوّة لاكتساب معارف متنوعة وغنية مهما كانت الإستراتيجية التعلمية المتبعة، فهو إذن استراتيجية وأسلوب ضروري لازدهار شخصية الطفل مما يقتضي اقترانه بالتعلم.
يقوم اللّعب بدور أساسي في :
تنمية المجالات الحسية والحركية والمعرفية والوجدانية.
تنمية الوظيفة الاجتماعية والإبداعية.
تنمية روح المبادرة.
تدعيم الخبرات والتجارب والمكتسبات الثقافية الاجتماعية.
بناء شخصية الطفل وتأهيله إلى تحقيق أهداف التربية التحضيرية
2- بيداغوجية  المشروع:
هي  بيداغوجيا  تقوم على  مشروع تربــوي  هادف  مهيكل  وفق حلقات و مقاطع  تتكامل في  إطار أنشطة تربوية  ذات  معنــى  يمارس  خلالها الأطفال  محتويات  وظيفــية  تمكنهــم  مــن  تطويــر قدراتــهم  النفسيــة الحركيــة  و الوجدانــية  و الاجتماعــية  والمعرفية  ، بما يؤهلهم  إلى   التعلمات النظامية اللاحقة

حاجات الطفل الأساسية
الحاجات هي العوامل أو الجوانب التي ينبغي أن تتولى المربية والمنهاج إشباعها لدى الطفل حتى ينمو نموا سليما متزنا، وتنصب على الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية. ومن هذه الحاجات نذكر :
1- الحاجات البيولوجية: الأكل والشرب و الراحة ......
2- الحاجات النفسية : الحاجة للعطف ـ الحاجة للأمن ـ الحاجة للتقدير – الحاجة للانتماء ، الحاجة للنجاح ـ الحاجة للاستقلالية  ،

اين انت يا ام محمد ؟نرجو الاستسقاء مما عندك ففي جعبتك الكثير فيما يخص التربية التحضيرية.

كنت اعتقد حتى وقت قريب ان القسم التحضيري هو قسم لراحة المعلم، الى ان اطلعت على بعض ميزاته و طرائق التعامل مع اطفاله اذ استنتجت انه من اصعب الاقسام تعاملا و تعليما .
كان الله في عون كل من يتولى التعليم في هذا المستوى بصدق.

صدقت يا أم أنس ،و ليت الجميع يعرف و يدرك أهمية التعامل مع هذه الفئة من الأطفال
و كيف نستطيع تهيئتهم للتمدرس . و نجعل من هذا الطفل تلميذا يحب المدرسة والدراسة
و يقبل على التعلم بكل حب .كان الله في عون الجميع

رائع