منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي
عزيزي الزائر : يرجى التكرم بالدخول للمنتدى إذا كنت عضوا معنا
أو التسجيل إذا لم تكن عضوا وترغب بالانضمام لاسرة المنتدى
نتشــــرف كثيـــــــــرا بتسجيلك
___________ إدارة المنتدى ________

منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي
عزيزي الزائر : يرجى التكرم بالدخول للمنتدى إذا كنت عضوا معنا
أو التسجيل إذا لم تكن عضوا وترغب بالانضمام لاسرة المنتدى
نتشــــرف كثيـــــــــرا بتسجيلك
___________ إدارة المنتدى ________

منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي

منتــدى يهتـــم بالقـضــايا التـربويــة عمــومـــا والتعليميـــــة خصـوصــا
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول




**** نلتقي لنرتقي ونرتقي لنبدع ***











أخـي الزائر/أختـي الزائرة أعضـاء المنتـدى يبذلون مجـهودات كبيرة من أجـل إفادتك .فبادر بالتسجيل لافـادتهم أو لشكرهم.ولا تبـق مجرد زائر فقط .نحن في انتظار ما يفيـض به قلمـك من جديد ومفـيد. .







قراءات وظيفية للمناهج الجديدة - افكار مستنبطة من الوثائق المرافقة - الدليل الوظيفي للمصطلحات الجديدة - مخططات سنوية - استعمالات زمن - كفاءات بانواعها - موارد معرفية - موارد منهجية وغيرها
...



***كل هذا وغيره تجدونه حصريا في منتديات الافق التربوي انتظرونا قريبا ****


 

 ● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية .

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abouhadil
عضو جديد
عضو جديد
abouhadil


عدد المساهمات : 29
نقاط : 49
تاريخ التسجيل : 24/04/2013

● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية . Empty
مُساهمةموضوع: ● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية .   ● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية . Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2013 - 0:44

بسم الله الرحمن الرحيم
● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية .

● ـ د. خالد علي دعدع .
* ـ رغم أن موضوع العقاب في التربية طُرح للنقاش من أطراف مختلف الفاعلين في الحقل التربوي، على المستويين الوطني والعالمي منذ عقود، كما اهتم به المفكرون في الحضارات السابقة؛ الإسلامية واليونانية وغيرها، فيما نسميه بالأدبيات التربوية، إلا أنه رغم ذلك، مازال يحتفظ بأهميته للأسباب التالية :
1- مازال العقاب البدني واللفظي سائدا في مؤسساتنا التربوية باختلاف مستوياتها الأولية والأساسية وغيرها .
2- ظاهرة العنف (المرتبطة بالعقاب) لا يخلو منها أي بلد في العالم، وقد بلغت درجات قصوى في بعض البلدان الغربية تمثلت في إطلاق النار على التلاميذ والمدرسين .
3- كنا قبل العقد الأخير نستنكر ظاهرة انتشار صور العنف في الأفلام والرسوم المتحركة التي يشاهدها الأطفال، فأصبحنا اليوم نُقذف بآلاف صور العنف والتقتيل الحية والواقعية والمبثوثة مباشرة أحيانا عن أطفال ونساء وشيوخ يُقتلون ويُقطعون أشلاء، فيما يمكن أن نسميه عقابا جماعيا للشعبين العراقي والفلسطيني .
موضوع العنف والعقاب إذن، جدير بأن يحتل صدارة نقاشاتنا، وما دمنا نعمل بالمجال التربوي، سنقتصر على تحليل البعد التربوي لهذه الظاهرة .
مظاهر العقاب في المؤسسات التربوية وأسباب وجودها .
لا بد من الإشارة ـ في البداية ـ إلى النقص الكبير في البحوث التربوية الميدانية التي أُنجزت حول هذا الموضوع، بحيث لا نملك رصداً دقيقا للحجم الحقيقي لهذه الظاهرة في مؤسساتنا التربوية، ليس هناك سوى بحوث متواضعة تشمل التعليم الابتدائي فقط، أما التعليم الأولي فلا زال في حاجة إلى دراسات علمية ميدانية، كما يجدر التنبيه إلى الصعوبات الكبيرة التي تعترض كل من يريد دراسة هذا الموضوع دراسة علمية موضوعية، فلا الاستمارات ولا الاستبيانات ولا الاستجوابات كافية لجمع معطيات جاهزة عنه، لأنه يتعلق بموضوع "محرم"، يصعب الإدلاء بالرأي الصريح حوله، كما يصعب على الباحث أن يستطلع رأي الطفل أو موقفه منه، أو أن يعرف حقيقة ما يتعرض له الطفل من عقوبات، لأن الباحث يظل بالنسبة للطفل شخصاً غريبا وممثلا في نفس الوقت لسلطة الراشد... وحتى استجواب الآباء واستطلاع آرائهم حول هذا الموضوع يخضع لمؤثرات ذاتية قد تُضخِّم منه نظرا للروابط العاطفية بين الآباء وأبنائهم، أو عكس ذلك قد تستهونه إذا كان الأب سلطويا في تعامله مع أبنائه .
رغم النقص الملحوظ في دراسة هذا الموضوع ميدانيا، يمكننا القول من خلال ملاحظاتنا التلقائية وخبراتنا الشخصية، ومن خلال خلاصات بعض الدراسات التي أجريت في التعليم الابتدائي ، أن ظاهرة العقاب العنيف مازالت منتشرة في مؤسساتنا التربوية، وتأخذ عدة مظاهر منها :
1- العقاب البدني بأدوات معينة كالعصي والحبال والمساطر وغيرها، أو باللطم والصفع والقرص.
2- العقاب العنيف دون استخدام أدوات : كإيقاف الطفل خلف الباب، أو في مواجهة الحائط الخلفي للقسم مع رفع إحدى رجليه أو دون رفعها لمدد متفاوتة.
3- العقاب اللفظي المتمثل في السّب والشتم والاستهزاء والسخرية.
4- العقاب بالإهمال وعدم إعارة أي اهتمام لما يقوم به الطفل من أعمال ونشاطات تربوية وتعليمية.
5- العقاب بالتنقيط (نقطة الصفر، النقطة الموجبة للرسوب ).
6- العقاب بالواجبات والفروض، كإرغام الطفل على كتابة كلمة أو جملة أو فقرة عشرات أو مئات المرات.
7- العنف النفسي وفرض الرأي بصفة تسلطية وكبت حرية التعبير .

* ـ أسباب وجود ظاهرة العقاب العنيف في مؤسساتنا التربوية .
* ـ لظاهرة العقاب العنيف عدة أسباب تشمل جوانب متعددة من حياة الفرد والمجتمع، يعود بعضها إلى عوامل تاريخية، وبعضها الآخر إلى أسباب نفسية واجتماعية وثقافية، كما يؤول بعضها أيضا إلى طبيعة النظام التعليمي ببلادنا، وهي كلها أسباب – على اختلاف درجات تأثيرها- تعمل إذا اجتمعت على تفاقم ظاهرة العقاب العنيف، وكلما ضعف تأثير بعض عناصرها، كلما لوحظ تقلص عنف العقاب وتدني حدته .. نذكر من هذه الأسباب :
أ ـ الموروث التربوي :
ونقصد به وجود جذور لظاهرة العقاب في تاريخ مجتمعنا البعيد والقريب، توارثتها أجيال بعد أجيال. فكثير من مفكرينا وفقهائنا المسلمين تعرضوا في مؤلفاتهم لهذه الظاهرة مثبتين وجودها، بل وتفشيها في مجتمعاتنا. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر العلامة المختار السوسي (وُلد سنة 1898م وتوفي سنة 1963م.) من خلال مؤلفيه : (المعسول) الذي يقع في عشرين جزءا و (مدارس سوس العتيقة) ، وهي مؤلفات جمع فيها كاتبها معلومات عن أزمنة ممتدة من القرن الخامس الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري .
يقول المختار السوسي نقلا عن أحد المدرسين : إن والديهم (آباء التلاميذ) إذا لم يجدوا فيهم (أبنائهم) أثرا للضرب ولوث الدم وتلطيخ بكثرة الجروح فإنهم يرجعون إليّ باللائمة والعتاب ... فكثيرا ما يأتي أحدهم فيقف بعيداً أو ينادي من وراء الحجرات، اضرب ولدي فإنه ساكت لاعب لاهٍ وعن ذلك يعقب المختار السوسي .. هذا التأديب العنيف الذي يرتكبه الطلْبة (المدرسون) ويرتضيه الآباء ويغُضُّ عنه الرأي العام هو الذي يحمل بعض التلاميذ على الانتحار ...على الهروب وقلما نجد من لم يهرب من بلد إلى بلد من كل من تعلم القرآن.
وعن العلاقة بين المعلم والمتعلم، يقول المختار السوسي: إذا جلس التلميذ إلى الطالْب (المدرس) ليعرض لوحته ثم تململ فيها، فلا يجيبه إلا بلطمه أو ركلة أو بقرصه ... والمقرص الرسمي يكون دائما تحت الذقون. ولذلك قلما نجد تلميذا إلا له أثر في عنقه ... والوالدان يقولان في ذلك متى رأوه رضي الله على الطالْب فما أكثر اجتهاده ... وقلما نجد من يمتعض لولده إن رأى منه مثل ذلك ... ويصف المختار السوسي نفسية هؤلاء المدرسين بقوله: بل أكثرهم، المدرسون متخلقون بهذه الشراسة والقساوة، بحيث إن لم ينهمكوا في تعذيب المتعلم، يحصل لهم التغيير الظاهر, والقبض والصداع، طبيعة وتطبع.
وتجدر الملاحظة إلى أن أغلب الفقهاء الذين أوردوا هذه الشهادات عن وجود ظاهرة العقاب البدني في المجتمع يتفقون على ضرورة تجنب العقاب العنيف في التربية، لكنهم لا ينفون أهميته حين يكون معتدلا، بل منهم من يحدد عدد الضربات المسموح بها لكل مرحلة من مراحل الطفولة .
ب ـ تأثير التنشئة الاجتماعية في تكوين المربي والمدرس :
تتميز أغلب الأوساط الأسرية في مجتمعنا بالخصائص الآتية :
1- تمركز السلطة في يد الأب، وعدم إتاحته لباقي أفراد الأسرة فرصة مناقشة أي قرار يتعلق بالأسرة، وخاصة منهم الأطفال الصغار .
2- استعمال العقاب البدني في التربية الأسرية .
فمثل هذه التنشئة الاجتماعية، لا بد وأن تترك بصماتها في سلوك المدرس - الذي ترعرع فيها- أثناء قيامه بمهامه التعليمية التربوية .
ج ـ تأثير المدرسين السابقين على المدرسين الجدد، فهؤلاء يستمدون الكثير من التقنيات التعليمية من مدرسيهم القدامى عن وعي أو بدونه .
هكذا يتعامل المربي أو المدرس داخل القسم مع الطفل الحاضر أمامه، مستحضرا دون وعي، تجربة الطفل القابع في لاوعيه، مما يجعله في غالب الأحيان يُعيد إنتاج نفس نمط التربية الذي تلقاه، لكن – لحسن الحظ- ما يجعل هذه النماذج لا تتكرر بنفس الحدة، هو خضوع المجتمع لحركية (ولو بطيئة) تتدخل فيها عناصر جديدة تجعلها تتطور نحو الأفضل، نحو علاقات تربوية أقل سلطوية، من هذه العناصر: الاحتكاك الذي وقع لمجتمعنا مع حضارات مختلفة، وبداية اتساع الحريات الفردية والعامة في المجتمع .
د ـ التنافر الحاصل بين المؤسسة التربوية ووسائل الاتصال الحديثة :
فحضارة الصورة التي نعيشها اليوم، والثورة المعلوماتية، تجعل الطفل منجذبا لمنتجاتها، مستسلما لمغرياتها، نظرا لما تقدمه له من تنشيط وحركية وصور جذابة وفرجة وتسلية، مما يجعل الطفل ينغمس بكل جوارحه في تعامله معها (من هذه الوسائل: الألعاب الإلكترونية وبعض برامج الحاسوب والإنترنت، وبرامج القنوات الفضائية المختلفة)، وفي مقابل هذا العالم المليء بالحركة والتنشيط والمتعة، يجد الطفل نفسه داخل المؤسسة التربوية أمام وسائل تعليمية بدائية غالبا ما تنحصر في السبورة والطباشير، وطرق تدريس عقيمة تعتمد على التلقين والحفظ والاستظهار .. مما يجعل الطفل ينفر من هذه المؤسسات، ولا يُقبل عليها إلاّ مُكرها، مما يفتح المجال واسعا لممارسة مختلف أشكال العنف والعقاب لإرغام الطفل على "التكيف" مع هذا "العالم التربوي" الذي لا يلبي حاجياته ورغباته .

* ـ إكراهات تتحمل مسؤوليتها المنظومة التربوية ببلادنا، أذكر منها :
1- اكتظاظ الأقسام بالأطفال يساهم في خلق علاقات تربوية غير سليمة بين المربين أو المدرسين والأطفال، كما يعد أرضية خصبة لتفشي كل أشكال العنف بما فيها العقاب البدني واللفظي .
2- ضعف إمكانيات المؤسسة التربوية، وندرة الوسائل التعليمية المناسبة، يساهم في تكريس طرق تقليدية في التربية، مما يضطر المربين إلى اللجوء إلى بعض أشكال العقاب "لإرغام" الأطفال على مسايرة دروسهم ... فالاستغناء عن العقاب البدني يتطلب من المدرس - بالإضافة إلى خبرته - توفره على وسائل تعليمية حديثة .

* ـ إكراهات تتعلق بالبرامج التعليمية واستعمالات الزمن :
* ـ فكثافة البرامج الدراسية وتنوعها، يجعل الكثير من المدرسين – تحت ضغط التوجيهات الرسمية- لا يفكرون إلا في تنفيذها في الآجال المحددة لها بغض النظر عن مدى تحقق أهدافها الموجهة لتربية الطفل وتنمية قدراته المختلفة. كما أن بعض استعمالات الزمن في التعليم الابتدائي وُضعت لتغطية الحصص الحاصل في الحجرات الدراسية، فأصبحت الحجرة الواحدة تتسع لقسمين أو ثلاثة أقسام بالتناوب (الصيغتين الثانية والثالثة)، بحيث يدرس فيها التلاميذ ومدرسوهم طوال اليوم الدراسي، بدون انقطاع، مما يجعل تغذيتهم غير منتظمة، لأن الفترة الزوالية مستغرقة بالدراسة، فالطفل إما أن يخرج من المدرسة في الساعة الواحدة وإما أن يلجها في نفس التوقيت، وهذا بحد ذاته يمثل عقوبة قاسية للأطفال ولمدرسيهم في نفس الآن .

* ـ إكراهات المراقبة التربوية والإدارية التي كثيرا ما تلحّ على الإنجاز الحرفي لكل أهداف الدرس .
مراعاة كثير من مؤسسات التعليم الأولي لرغبات ومتطلبات أولياء أمور التلاميذ، بناء على حسابات الربح والخسارة المادية، يكون أحيانا على حساب جوانب تربوية، فالكثير من أولياء أمور التلاميذ يقيسون مدى نجاح تربية أبنائهم بمدى حفظهم لكم هائل من المحفوظات بالعربية وبلغات أجنبية، وهو مقياس خاطئ بالنظر إلى ما تتطلبه مرحلة نمو الطفل في التعليم الأولي من الاعتماد بالدرجة الأولى على أنشطة حسية حركية يقوم المربون من خلالها بحفز الأطفال على البناء التدريجي لمختلف المفاهيم الأولية التي تهيئهم لاستيعاب البرامج التعليمية في مرحلة التعليم الابتدائي كما تلبي حاجياتهم المتعلقة بمستوى نضجهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
مــــديـــر المنتــــدى
مــــديـــر المنتــــدى
Admin


عدد المساهمات : 2023
نقاط : 4933
تاريخ التسجيل : 28/01/2013

● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية . Empty
مُساهمةموضوع: رد: ● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية .   ● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية . Emptyالثلاثاء 30 أبريل 2013 - 17:02

موضوع جدير بالقراءة والمتابعة لك مني كل الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sec-05.forumalgerie.net
شيفاء الشفاء
عضو نشيط
عضو نشيط
شيفاء الشفاء


عدد المساهمات : 893
نقاط : 1810
تاريخ التسجيل : 20/02/2013

● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية . Empty
مُساهمةموضوع: رد :العقاب البدني و أثره في التنشئة الاجتماعية   ● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية . Emptyالأحد 5 مايو 2013 - 18:06

العقاب البدني في نظر ابن خلدون
في هذا النص يحلل ابن خلدون تحليلا نفسانيا عميقا النتائج السيئة التي تتركها الشدة في نفوس المتعلمين ،و تحسن الإشارة هنا إلى أن علم النفس الحديث يوافق ابن خلدون فيما ذهب إليه في هذا الموضوع ،تمام الموافقة.
يقول ابن خلدون :"إن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم ،لا سيما في أصاغر الولد ،لأنه من سوء الملكة .و من كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم ،سطا به القهر و ضيق عن النفس في انبساطها ،و ذهب بنشاطها ،و دعاه إلى الكسل ،و حمل على الكذب و الخبث و هو التظاهر بغير ما في الضمير ، خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه ،، و علمه المكر و الخديعة .لذلك صارت له هذه عادة وخلقا ، و فسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع و التمرن ،و هي الحمية و المدافعة عن النفس و المنزلة،و صار عيالا على غيره في ذلك ، بل و كسلت النفس عن اكتساب الفضائل و الخلق الجميل ، فانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيتها ،و هكذا وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر ،و نال منها العسف.و اعتبره في كل من يملك أمره عليه، و لا تكون الملكة الكافلة له رفيقة ، و تجد ذلك فيهم استقراء.
فينبغي للمعلم في متعلمه ،و الوالد في ولده ،ألا يستبدا عليهما في التأديب ،و قد قال محمد بن أبي زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين و المتعلمين : ( لا ينبغي لمعلم الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا.) و في كلام عمر ، رضي الله عنه ،( من لم يؤدبه الشرع أدبه الله ) حرصا على صون النفوس من مذلة التأديب ، و علما بأن المقدار الذي عينه الشرع لذلك املك له ، فإنه أعلم بمصلحته.و من أحسن مذاهب التعليم ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده محمد الأمين و قال له : ( إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه ، و ثمرة قلبه ،فصير يدك عليه مبسوطة و طاعته لك واجبة ،و كن له بحيث وضعك أمير المؤمنين ،أقرئه القرآن ،و عرفه الأخبار ، و روه الأشعار و علمه السنن ، و بصره بمواقع الكلام ، و بدئه و امنعه من الضحك إلا في أوقاته ،و لا تمرن بك ساعة إلا و أنت مغتنم فائدة تفيده إياها ، من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ،و لا تمعن في مسامحته فيستحلى الفراغ و يألفه ،و قومه ما استطعت بالقرب و الملاينة ، فإن أباهما فعليك بالشدة و الغلظة )."
ابن خلدون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
● ـ العقاب البدني .. وأثره في التنشئة الاجتماعية .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اطلالة على البنائية الاجتماعية
» مفهوم العقاب
» خصائص المعلم الفعال وأثره على التلاميذ
» التشويق والإثارة وأثره في إنجاح العملية التربوية
» مابعد عملية العقاب بالضرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي  :: منتـــــــدى مرحلـــــــــــــة التعليــــــــــــم الابتــــــدائــــــي :: السنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الاولـــــــــــــــــــى-
انتقل الى: