الخوف وتأثيراته السلبية وسبل معالجته

الخوف وتأثيراته السلبية وسبل معالجته
الشعور بالخوف  حالة انفعالية داخلية وطبيعية موجودة لدى كل إنسان ، يسلك خلالها سلوكاً يبعده عن مصادر الأذى  فالخوف طريقة وقائية تقي الإنسان من المخاطر ، وهذا  شعور فطري لديه،وهام وضروري .غير أن الخوف ذاته قد يكون غير طبيعي [ مرضي ] ، وهو يرتبط بشيء معين ، بصورة لا تتناسب مع حقيقة هذا الشيء في الواقع [ أي أن الخوف يرتبط بشيء غير مخيف في طبيعته ] ويدوم ذلك لفترة زمنية طويلة مسببا تجنب الطفل للشيء المخيف ، مما يعرضه لسوء التكيف الذي ينعكس بوضوح على سلوكه في صورة قصور وإحجام ، وقد يرتبط هذا الخوف بأي شيء واقعي ، أو حدث تخيلي ، كأن يخاف الطفل من المدرسة ،أوالاختبارات ،أو الخطأ أمام الآخرين، أو المناسبات الاجتماعية ، أو الطبيب والممرضة ، أو من فقدان أحد الوالدين أو كلاهما ، أو الظلام أو الرعد والبرق ، وقد يصاحب الخوف لديهم نوبات من الهلع الحاد ، ويتمثل ذلك في [سرعة دقات القلب] و[سرعة التنفس ] و[الدوار أو الغثيان] و [التعّرق الشديد ] و[عدم السيطرة على النفس ] ،وكل هذا قد يحدث فجأة وبشدة ،وبدون سابق إنذار . وقد يسبب الخوف لأبنائنا مشاكل وخصالاً خطيرة معطلة لنموهم الطبيعي تسبب لهم الضرر الكبير والتي يمكن أن نلخصها فيما يلي :
1ـ الانكماش والاكتئاب .
2 ــ عدم الجرأة.
3 ــ  الحركات العصبية غير الطبيعية  .
4 ـ القلق والنوم المضطرب .
5 ـ التبول اللاإرادي.
6 ـ الجـبن .
7 ـ الحساسية الزائدة .
8 ـ الخـجل
9 ـ التشاؤم .
وفي هذه الأحوال ينبغي علينا نحن المربين ، أباء وأمهات ومعلمين ،أن نقوم بدورنا المطلوب لمعالجة هذه الظواهر لدى أبنائنا ، وعدم التأخر في معالجتها ،كي لا تتأصل فيهم وبالتالي تصبح معالجتها أمراً عسيراً ، ويكون لها تأثير سيئ جداً على شخصيتهم وسلوكهم . ومستقبلهم .إن ما يثير الخوف في نفوس الأطفال هو خوف الكبار ، فعندما يرى الصغير أباه ،أو أمه ،أو معلمه يخاف من أمر ما فإنه يشعر تلقائياً بهذا الخوف  .ومما يثير الخوف أيضاً في نفوس الأطفال الحرص والقلق الشديد الذي يبديه الكبار عليهم ، فعندما يتعرض الطفل لأبسط الحوادث التي تقع له ، كأن يسقط على الأرض مثلاً ، فلا يجدر بنا أن نضطرب ونبدي علامات القلق عليه ، بل علينا أن نكون هادئين في تصرفنا ،رافعين لمعنوياته ، ومخففين من اثر السقوط عليه ، حيث أن لهذه الكلمات تأثير نفسي كبير على شخصية الطفل .
كما أن النزاع والخصام بين الآباء والأمهات في البيت أمام الأبناء يخلق الخوف عندهم ، ويسبب لهم الاضطراب العصبي . وهناك الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين يعتمدون التخويف كأسلوب في تربية الأبناء وهم يدّعون أنهم قد تمكنوا من جعل سلوكهم ينتظم ويتحسن . غير أن الحقيقة التي ينبغي أن لا تغيب عن بالهم هي أن هذا السلوك ليس حقيقياً أولاً ، وليس تلقائياً وذاتياً ثانياً ، وهو بالتالي لن يدوم أبداً .
إن هذه الأساليب التي يلجأ إليها الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين تؤدي إلى إحدى النتيجتين :
1ـ عدم إقلاع الأبناء عن فعل معين رغم تخويفهم بعقاب ما ثم لا يوقع ذلك العقاب ، فعند ذلك يحس الأبناء بضعف المعلم أو الأب أو الأم، وبالتالي يضعف تأثيرهم بنظر الأبناء .أما إذا لجأ المربي إلى العقاب فعلاً ،وهو أسلوب خاطئ بكل تأكيد ، فإن الطفل حتى وإن توقف عن ذلك السلوك فإن هذا التوقف لن يكون دائما ، ولابد أن يزول بزوال المؤثر [ العقاب ] ،لأن هذا التوقف جاء ليس عن طريق القناعة ،بل بطريقة قسرية .
2ـ خضوع الأبناء ،وهذا الخضوع يخلق فيهم حالة من الانكماش تجعلهم مشلولي النشاط ، جبناء خاضعين دون قناعة،فاقدي،أو ضعيفي الشخصية ،وكلتا النتيجتين تعودان عليهم بالضرر البليغ .
كيف نزيل الخوف عند الأبناء ؟ إن باستطاعتنا أن نعمل على إزالة اثر الخوف غير الطبيعي لدى الأطفال باتباع ما يأتي:
1 ـ منع الاستثارة للخوف ، وذلك بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يسبب الخوف عندهم ، مع الحرص على التمييز بين التحذير من الأخطار التي يمكن أن تتهددهم من بعض الأفعال والتصرفات ، وبين الاستثارة للخوف غير الطبيعي الذي ينعكس سلباً على سلوكهم ويؤصل الخوف في نفوسهم .
2ـ توضيح المخاوف الغريبة لدى الأطفال ، وتقريبها من إدراكهم ، وربطها بأمور سارة ، فالطفل الذي يخاف القطة على سبيل المثال يمكننا أن ندعه يربيها في البيت
3 ـ تجنب استخدام أساليب العنف لحل المشكلات التي تجابهنا في تربية الأبناء، واللجوء إلى الإقناع كأسلوب أمثل لا بديل عنه لجعل سلوكهم ذاتياً وليس عن طريق الإكراه والذي يزول بزوال المؤثر .
4 ـ تجنب الخصام بين الوالدين أمام أبنائهم ، ومحاولة حل المشاكل بينهما بعيداً عن أنظارهم
5 ـ العمل على تشجيع وترسيخ الشجاعة الأدبية لدى الأبناء ، وفسح المجال لهم واسعاً للتعبير عما يريدون قوله ، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الحديث في الشؤون العامة .