حتى لا تختلط المفاهيم لديك

يختلط الأمر في كثير من الأحيان فتحسب عملية التقويم على أنها مرادفة لعملية الامتحان والقياس ، وهذا خطأ ، فالتقويم يختلف عن الامتحان في النواحي الآتية :
1- الامتحان عملية وقتية تقيس مستوى الفرد المعرفي هنا والآن ، أما التقويم فهو جزء لا يتجزأ من عملية التعليم والتعلم يستمر باستمرار ويرمي إلى إعطاء صورة للنمو في جميع النواحي .
2- الامتحان يقوم به طرف واحد هو المعلم ، أما التقويم فهو عملية تعاونية شاملة يشترك فيها المعلم والمدير والموجه الفني والتلميذ وأولياء الأمور .
3- الامتحان عملية قياسية تقيس مدى كفاية الفرد في إحدى النواحي ، أما التقويم فعملية قياسية علاجية ، فهي ، إذ تعطي صورة عن الحالة الراهنة ، إنما تكشف عن مواطن الضعف في العملية التربوية وأسبابها ، وترسم العلاج لها . إذن فالتقويم أعم وأشمل من الإمتحان . وهما ، وإن كانا لا يتعارضان ، غير مترادفين .
هذا ويختلف التقويم عن القياس في النواحي الآتية :
1- القياس في مقارنة كمية معينة بمقياس مناسب بغرض تحديد قيمتها العددية المطابقة لها والتي يظهرها هذا القياس .
أما التقويم فهو عملية تقدير القيمة أو الكمية لشيء ما بعناية وحرص . وبمعنى أوضح : هو التقدير الكيفي للأشياء ، و في هذا الإطار يتضمن التقويم التعليمي في حالات كثيرة شكلا من أشكال القياس .
2- إن أساليب استعمال القياس في التعليم لا يمكن دائما عدها ضربا من التقويم ، فالتقويم يتضمن إجراء تقدير في ضوء قيمة أو هدف معين .
أما عملية القياس فإنها تتحقق كلما استخدمنا وسيلة للقياس وشيئا نطبق عليه هذه الوسيلة . فأي شخص يملك عصا للقياس يستطيع أن يقيس أي طول يجده في طريقه ، حتى لو لم يكن لديه معين . وكذلك الأمر بالنسبة للاختبار التعليمي فإنه يمكن إعطاؤه للطلاب في محاكاة للعرف السائد حتى لو لم يكن هذا الاختبار صالحا لتقويم أهداف التعليم . إن عملية كهذه تشكل قياسا ولكنها لا تعد تقويما .
ونخلص من ذلك إلى أن التقويم عملية تقدير أو وزن أو حكم على قدر الأشياء وهي عملية ترتبط أساسا بموضوع القيم . فعندما نقول : إن التدريس بطريقة الوحدات أفضل من التدريس بالطريقة التقليدية ،؟ نعني أننا نعطي هذه الطريقة قيمة تربوية أكثر من لبقيمة التي نعطيها للطريقة الثانية ، وذلك لأنها في نظرنا تحقق بعض المبادئ التربوية التي تهيئ تعليما أفضل للمتعلم .

هام : لكي يؤدي التقويم وظائفه التربوية ينبغي أن يقوم الأسس التالية :
1- التفرقة في دراسة المناهج بين شيئين :
أ‌- المعلومات ، وتقاس بمدى تحصيل المتعلم إياها .
ب‌- التعلم وهو نتيجة هذا التحصيل ، كما هو نتيجة تمرس التلميذ بالمناشط التربوية العديدة التي تقدمها له المناهج المدرسية ، ومن هنا يأتي ارتباط التقويم بالأهداف التعليمية التي نسعى إلى تحقيقها ، وهو بهذا الفهم عملية شاملة لجميع أنواع ومستويات التعلم أو السلوك ، فمن الخطأ الشائع تركز الامتحانات المدرسية – وهي إحدى وسائل التقويم – على النواحي المعرفية ، وعلى المستويات البسيطة منها ، كالتذكر والفهم ، مما سيدفع التلاميذ إلى الحفظ والاستظهار وإغفال المستويات العليا للتفكير كالتحليل والتركيب والتقويم .
لذا فكل من النقطتين (أ) و (ب) يجب أن يحسب التقويم حسابها في دائرتها الخاصة ، ولكن بمقدار ما يؤدي ذلك إلى نمو شخصية المتعلم ، وقوة تكفيه مع مواقف الحياة . كذلك لابد أن نهتم – عند تقويم التلاميذ – بطريقة التفكير حتى يحول التعليم من اختزان واسترجاع ، إلى استكشاف واكتشاف ، وإلى نشاط يساعد الفرد على تحقيق ذاته : لكي يصبح فردا منتجا يفكر ويبتكر ويضيف ويخترع ، وليس إنسانا يحفظ ويسترجع ما سمعه ورآه من المدرس . وعملية التقويم في التربية تتحدد في ضوء الفلسفة التربوية التي تؤمن بها المدرسة ، ولذلك فهناك ارتباط وثيق بين عملية التقويم والأهداف التربوية التي تعمل المدرسة في حدودها .

في وجود شخصكم الكريم لا أستطيع الخوض في بحر المصطلحات للرد على الموضوعات التي اخترتموها في هذا المجال ، لذلك نرجو من سيادتكم افادتنا بشكل دائم و مستمر حتى نستفيد ببعض ممّا عندكم .

» المفاهيم الكرتونية .
» الاختلاط في المفاهيم التربوية
» المفاهيم الأساس في ديداكتيك المواد
» حتى لا تختلط عليك الامور زميلي الاستاذ
» تدريس المفاهيم