تخطيط وضعيات التعليم والتعلمإذا كانت كل وضعية هي أصلا بمثابة تنفيذ للدرس يعبر عن تفاعل فعلي وحقيقي بين المدرس وتلاميذه، فان الوضعية/الدرس هو ما يصطلح عليه في البحث الديداكتيكي المعاصر بمفهوم (إستراتيجية التعليم والتعلم) والتي يقصد بها في المجال التربوي كل خطة منظمة ومعقلنة تصف مسار عملية التدريس من الاهذاف إلى التقويم,وتصميم وسائل تحقيق تلك الاهذاف بواسطة المحتويات والأنشطة المناسبة,أي أن بناء خطة الدرس هو أصلا وضع إستراتيجية تنظم وضعية التعليم والتعلم من خلال الأنشطة التي تشير الى أساليب اشتغال المدرس مع تلاميذه.
كيفية الانتقال من وضعية تعليمية تعلمية إلى آخر ىلابد من الانطلاق من أمثلة ملموسة تبرز بجلاء كيفية الانتقال من وضعية لأخرى:
الوضعية الأولى: التلميذ لا يعرف كيف يقرأ خريطة (الحاجة).
الوضعية الثانية: يكون التلميذ قادرا على استخدام المفتاح لقراءة مكونات خريطة جغرافية (الهدف)
وضعية التعليم والتعلم: لأجل نقل المتعلم حالة إلى أخرى يقوم المدرس مع تلاميذه بما يلي:
- يقدم لهم مفهوم المفتاح ويشرح مكوناته.
- يقترح عليهم خريطة، ويدعوهم لملاحظة عناصرها.
- يدعوهم الى الربط بين المفتاح وبين خصائص الخريطة.
تمكننا هذه المعطيات من إدراك أن وضعية التعليم والتعلم هي القنطرة التي نعبرها لتحقيق الأهداف، فهي تجسم ما نتوقع تنفيذه مع التلاميذ من خلال مجموعة من العمليات والأنشطة والوسائل التي تمكننا من تحقيق الأهداف المرجوة.
الصعوبات المنهجية التي تعترض المدرسين أثناء تحضير وضعية تعليمية:
مشكلة البحث والانتقاء: إن أول مشكل يعترض المدرس اثناء تحضيره لوضعية تعليمية تعلمية هو البحث عن المعرفة من مصادرها، وتقصي المعلومات الازمة من كافة الحقول المعرفية المختلفة، ثم انتقاء المحتويات والطرق الكفيلة بتحقيق أهداف هذه الوضعية.
مشكلة التنظيم: بعد انتقاء المدرس للمحتويات واختيار الطرق ووسائل التدريس، يكون مطالبا بتنظيمها واضفاء طابعا نسقيا عليها، وليس التنظيم مجرد ترتيب للمعطيات، ولكنه نوع من انواع تنظيم البيئة التي سيتعلم فيها المتعلم ,بعبارة اخرى خلق سيناريو مسبق عن الاحداث التي ستعرفها الوضعية من خلال تصور كيف ستجري التفاعلات داخل القسم وكيف سيتم تنظيم المادة الدراسية والانشطة بكيفة تجعل المتعلم يتفاعل مع المادة والمدرس.
مشكلات أخرى : بالاضافة الى مشكلة البحث والانتقاء ومشكلة التنظيم، تعترض المدرس مشكلات ومعيقات اخرى تجعل التفكير في الوضعيات التعليمية التعلمية محددا ومقيدا، وهي تتعلق بمتغيرات عديدة، مثل الزمن المحدد لانجاز الدرس,وعدد الثلاميذ,والوسائل المتاحة وغيرها.
3
. مراحل تدبير وضعيات التعليم والتعلم لاتوجد وصفات جاهزة تضمن نجاح وضعيات تعليمية تستجيب لمفهوم التعلم الرامي الى جعل التلاميذ قادرين على بناء معارفهم بانفسهم،لكن ادراج مجموعة من المعايير من شانه دعم هذا التصور في اطار مشروع تعيلمي. فتدبير وضعية ديداكتيكية يتم بالضرورة عبر عدة مراحل،ومعرفة هذه المراحل من الاولويات في كل بناء وتدبير لهذه الوضعيات:
المرحلة الاولى: تملك الوضعية:
خلالها يتبنى الثلاميذ المسالة المقترحة وينخرطون في البحث عن الحل بتعبئة واستثمار معلومتهم السابقة,انها مرحلة يقوم فيها الاستاذ برصد مكتسبات المتعلمين والصعوبات التي تعترضهم لفهم التعلمات
المرحلة الثانية: التعلم:
يواجه التلا ميذ صعوبات لحل المسالة بكيفية كاملة خصوصا اذا كانت الاسراتيجية المستعملة عالية الكلفة (من حيث الوقت، الاخطاء، عدد العمليات) هذه الصعوبات تقود االتلاميذ إلى البحث عن أدوات جديدة تقبل التكيف.
المرحلة الثالثة: التوضيح والصياغة:
هي مرحلة يتم فيها توضيح ومناقشة تصورات وافكار الثلاميذ من خلال انتاجاتهم خلال المرحلة السابقة وذلك للخروج بصياغات مبررة تمثل اداة جديدة وصريحة قابلة للاستعمال والاستئناس.
المرحلة الرابعة: التمرن:
إن الهدف من هذه المرحلة هو جعل كل تلميذ يمتلك الاداة الجديدة ويستعملها.
المرحلة الخامسة: المأسسة:
وهي مرحلة يتمثل دور الأستاد فيها في عرض ماهو جديد مع الاحتفاظ بالاصلاحات المستعملة وتنظيم وهيكلة التعاريف والبراهين بالتركيز على ماهو أساسي فهومسؤول اذن عن ترقية المفهوم المستعمل وانتقاله من طابعه الأداتي الى الطابع الموضوعي.
المرحلة السادسة: الاستئناس واعادة الاستثمار:
يقوم التلاميذ خلال هذه المرحلة بحل مسائل وتمارين متنوعة مستعملين في ذلك المفاهيم التي تمت مأسستها ويعملون على تطوير السلوكات ومعارف الفعل وإدماجها، ووضعها رهن الاختبار في وضعيات معقدة تسمح لهم بتطوير مستوى التحكم في المكتسبات الجديدة.
المرحلة السابعة :المسالة الجديدة:
خلالها يقترح الاستاذ على الثلاميذ مسالة معقدة يتخد فيها موضوع الدراسة مكان معرفة قديمة في سلك جديد.
خاتمة:
كخلاصة نستنتج انه لتحقيق وضعية من وضعيات التعليم والتعلم يتطلب الامر بالضرورة تفاعل دائم ومستمر بين عناصر المثلث التعليمي: المدرس، والثلميذ، والمادة الدراسية، وكذا السياق الذي تتم فيه تلك العمليات والوسائل المساعدة على ادائها.وبتحقيق ونجاح الوضعية التعليمية التعلمية يكون المدرس قد حقق مجموعة من الاهداف، بحيث يشكل كل عنصر من عناصر هذه الوضعية وسيلة لتنفيذ وتحقيق تلك الاهداف.
لائحة المراجع
عبد الكريم غريب، تخطيط الدرس لتنمية الكفايات، منشورات عالم التربية، 2003.
محمد الدريج، الكفايات في التعليم، المعرفة للجميع،2000.
عبد اللطيف الفرابي، تحضير الدرس، وتخطيط عمليات التعليم والتعلم، دراسة في الأسس النظرية وتطبيقاتها).
أحمد حسن الزيات المعجم الوسيط، 1993.
أحمد شبشوب، مدخل إلى بيداغوجيا المواد.