التوظيف الفاعل للفروق الفردية

من الأساليب التربوية لدى العلماء والمربين أسلوب مراعاة الفوارق الفردية بين

المتعلمين ومراعاة الفروق الفردية، تعني مخاطبة المتعلم وفق مستواه في الفهم

والقدرة على الاستيعاب لما يلقى عليه من العلوم والمعارف قال ابن خلدون (وإذا ألقيت

عليه الغايات في البدايات وهو حينئذ عاجز عن الفهم والوعي بعيد عن الاستعداد له،

كل ذهنه عنها وحسب ذلك من صعوبة العلم في نفسه فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله

وتمادى في هجرانه) ويقتضي هذا الأمر من المعلم العمل على إعداد المادة العلمية

إعدادا يتناسب مع مستويات طلابه لان العطاء لابد أن يكون على مستوى قدرة الطالب

العقلية فمن الطلاب من هو سريع الفهم يستوعب من المرة الأولى، وآخر أقل منه

فيفهم ويستوعب من المرة الثانية من الإعادة وآخر من المرة الثالثة والرابعة وهكذا،

وقد جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم

عنه، قال بن خلدون ( وجه التعلم المفيد إنما يحصل في ثلاث تكرارات، وقد يحصل

لبعضهم أقل من ذلك) وقصد ذلك المعنى ابن جمانة فقال (أن يحرص على تعليمه

وتفهيمه ويبذل جهده لتقريب المعنى له وذلك من غير إكثار لا يتحمله أو يبسط له

ليضبط حفظه كما أن عليه أن يوضح لمتوقف الذهن العلاقة ويحتسب إعادة الشرح له

وتكراره) وقال الغزالي: ( ويجب على المعلم أن يشخص طبيعة المبتدئ من الذكاء

والغباوة ويعلمه على مقدار وسعه ولا يكلفه الزيادة وألاّ يئس عن تحصيل العلم) إن من

أهم نجاح المعلم في العملية التعليمية معرفته لخصائص نمو الطلاب النفسي

والعقلي والوجداني والاجتماعي، كما أن الطلاب ليسوا جميعاً على نسق ومستوى

واحد من الاستعدادات والميول والقدرات والاتجاهات، إذ أن منهم من هو متوقد الذهن

قوي الذكاء المعي سريع البديهة، ومنهم من هو أقل من ذلك والتعليم للجميع

بالأسلوب نفسه والطريقة ذاتها يعد إجحافا في حقهم نظراً للفروق الفردية بينهم.

» الفروق الفردية
» ملف التوظيف
» أخبار مسابقة التوظيف
» عرض فيديو حول الفاعل
» نائب الفاعل