الطريقة العملية للتدريس بالكفاءات

السلام عليكم اود المشاركة بهذا الموضوع علني أفيد زملائي المعلمين المخلصين لمهنتهم وهو نتاج لملتقى حول الطريقة العملية للتدريس بالكفاءات المراحل التي يجب أن يقوم بها المعلم وكيف يتاكد بأنه يدرس بالكفاءات أو انه مازال يدرس بالطرق التقليدية .
تمهيد :
للتذكير، فإنه اعتمد في بناء المناهج الحالية على الأهداف التربوية كأساس لتوجيه عملية التعليم والتعّلم، لما بدا آنذاك من نجاعة المقاربة بالأهداف التربوية، إلا أن المعاينة الميدانية أثبتت بأن المعلمين، ولأسباب موضوعية عدة، يعود بعضها إلى التكوين والتأطير والبعض الآخر لظروف العمل، كانوا لا يولون إلا أهمية نسبية لهذه المقاربة التي كثيرا ما اقتصرت على الجانب الشكلي والإداري، في بداية تعاملهم معها على الأقل.
والمناهج الجديدة جاءت لتثري هذه التجربة الأولى واعتمدت المقاربة بالكفاءات التي هي في الواقع امتداد للمقاربة بالأهداف وتمحيص لإطارها المنهجي والعلمي من حيث وضوحها، وإمكانية ملاحظتها،وقياسها،وتقويمها , ورغم ما بذل من مجهودات في إعداد تلك المناهج, إلا أن الّتفكير فيمن يقوم بتنفيذ تلك المناهج (( المعلم)) لم يرق إلى مستوى تلك المجهودات, تكوينا و إعدادا ,الشيء الذي جعل الّتردد لدى جموع المعلمين في بداية الأمر أمرا ملاحظا , حتى أصبحت المناهج بين أيديهم فانكبوا على قراءتها وتحليلها وقد أخذ منهم ذلك وقتا طويلا وجهدا كثيرا,ورأينا محاولات عديدة هنا وهناك لتنفيذها , و إلى اليوم…..مازال العديد منهم,ويستعينون في إعداد تحضيرهم على ما توّفر لديهم من مراجع على قّلتها , أو على توجيهات و إرشادات المشرفين عليهم على سطحيتها وعموميتها , وبقيت حاجتهم أكيدة إلى من يترجم لهم المناهج و يحولها إلى مناهج علمية (واضحة , بسيطة ,قابلة للّتنفيذ,………).
بمعنى آخر يريد المعلم أن يعرف :ماذا يعّلم؟وكيف يعّلم؟ ومن يعّلم؟ هكذا بلغة المعّلمين المتداولة بينهم, و المألوفة لديهم على بعدها عن الدّقة العلمية و الإشارات الاصطلاحية.. وعليه و شعورا مّنا لتلك الحاجة الأكيدة لديهم , رأينا من الواجب أن نحاول تقريب كيفية تناول الدروس , ونضع بين أيدي المعّلمين سندا يستعينون به في إعداد دروسهم حتى تؤدى العملية الّتعليمية كما أرادها المنهاج, وفق المقاربة بالكفاءات , و حرصنا كل الحرص على تبسيط لغتها , ووضوح منهجيتها
ما يجب أن يلم به المعلم على الأقل من معارف حول التدريس بالكفاءة :
1- الكفاءة :جملة مدمجة ووظيفية من المعارف المفاهيمية والمعارف الفعلية المتعلقة بالسلوكات التي تسمح في وضعيات محددة بالتكيف وحل المشكلات وتحقيق مشاريع.(باختصار العمل بإتقان لحل معضلة ما أو انجاز مشروع )
2- الوضعية التعليمية: هي مجموع العلاقات القائمة بشكل ظاهر بين المتعلم أو مجموعة من المتعلمين ووسط يحتوي على أدوات وأشياء) وسائل إيضاح، سبورة، جهاز عاكس ... الخ ( ونظام تربوي يمثله المعلم بهدف إكساب المتعلم معرفة مبنية أو في طريق البناء.
- أنواع الوضعيات التعليمية:
 وضعية الفعل: تتمثل في دفع التلميذ إلى إنجاز عمل باستثمار طاقته الفكرية وتسخير قدراته الشخصية للوصول إلى الأداء الناجح.
 وضعية الصياغة: تتمثل في حسن صياغة التعليمات أو المعلومات المتبادلة بين المعلم والمتعلم.
 وضعية التصديق: تتمثل في كون المتعلم مطالب بالبرهنة على ما يقول أو يفصل بشواهد أو ممارسات من اجتهاده الخاص
.خصائص ومكوِّنات الوضعية:
السياق: عيد الشجرة، رحلة إلى حديقة التسلية، سؤال لدى زيارة مستودع،...
السند: النص المكتوب، الصور، الجداول، المخططات،...
المَهمّة: إنتاج نص وصفي، اقتراح حول غرس أشجار، وضع مخطط، حل مسألة علمية (من خلال وضع فرضيات)، ...
التعليمة: السؤال المطروح بشكلٍ صريح (صف الحديقة، حدد سببين لآلام الظهر، ارسم المربعات على ورقة مسطرة،...)
ما يجب أن يراعيه المعلم عن إعداد وضعية :
- التأكد من المكتسبات القبلية لمتعلم - أن يراعي مستواهم العقلي و المعرفي - أن ينوع في صيغ الفعل الّتعليمي
– أن تكون له القدرة على تنظيم القسم بشكل فعال - أن يقتصد في التلقين ويكثر من التوجيه إلى الاستكشاف
ما المقصود من أن يكون المتعلم محور العملية التعليمية عمليا ؟
- يساهم في تحديد المسار الّتعليمي : (أن يكون الخطاب دائما موجها له عند صياغة وضعية تعلمية )
- يمارس ويقوم بمحاولات يقنع بها أنداده و يدافع عنها في جو تعاوني : يشارك التلميذ وتعطى له المبادرة في القيام بمراحل الدرس لهذا يلزم العودة إلى السند المتوفر لدى التلاميذ مع الوسائل المتوفرة لديه ومعارفه السابقة
- يثمن تجربته السابقة و يعمل على توسيع أفاقها : لا يتوقف التعلم في ما وصل إليه بل التعليم هو عمل تراكمي من المعارف ومن هنا يظهر الاستنتاج والاستدلال و التفكير ....
- أن يكون التلميذ مسؤول عن الّتقدم اّلذي يحرزه: يمكن للتلميذ أن يبدأ بالتصحيح الذاتي ثم المرور إلى التصحيح الفردي ويليه التصحيح الجماعي
ملاحظة هامة : لا يتم كل هذا دون تحضير مسبق للعلمية التعليمية والاطلاع على المنهاج و الهدف من كل نشاط يقوم به التلميذ
3-الوضعية التقويمية عند التدريس بالكفاءة :
الهدف من التقويم ليس الوقوف على عثرات التلميذ بقدر ما هو البحث عن أسباب عدم تحقيق الهدف المنشود تحقيقه لهذا يجب أولا : تجنب التقييم التقليدي بوضع علامة مع ملاحظة حسن جيد ممتاز ضعيف
بل يجب أن توضع مؤشر لكل نشاط يقوم يربط بالهدف مثال :
يتمكن من العد وقراءة الأعداد من 01 إلى 10 أو لا يتمكن من وضع أشياء على استقامة واحدة إذ حاليا يمكن استخدام عبارة تدل على التمكن من .... أو في طور التمكن من .....أو عدم التمكن من ......
وهنا يمكن للمعلم أن تبرز مقدرته على التعامل بجدية مع الأفعال والسلوكات التي يراد الوصول إليها في نهاية كل وضعية تعلمية ومنه الوصول إلى طريقة التدريس بالكفاءة
ثانيا : عند إعداد وضعية تقويمية يراعي المعلم الكثير من الأمور التي يعرفها في أعداد الأسئلة (الفروقات الفردية ، التدرج في السهولة ...) لكن ما الجديد ؟
- إشراك المتعلم في الوضعية التقويمية :
تمرين : يبيع خضار الكيلوغرام من التفاح بـ 15دينارا ، احسب بكم يبيع kg 02 ؟
هذا تمرين حساب وليس مبني على وضعية
ذهبت إلى سوق الخضر فوجدت البائع يضع لوحة على صناديق التفاح مكتوب عليها 160.00دج لكيلوغرام،أراد والدك أن يشتري 02kg ، فما هو المبلغ الذي سيدفعه والدك للبائع ؟
ماذا تحتوى الوضعية التقويمية :
سند يوضع فيه التلميذ كعنصر في التمرين (وهذا هو الجديد) ؛
- الانطلاق من الواقع فثمن التفاح ليس 15دج بل 160.00دج ؛
- السؤال محدد وواضح
- بعث روح القيم في التلميذ من خلال كل وضعية يقوم بها (طاعة الوالدين ، مشاركة ، العمل الجماعي ، التعاون .....)
4- الوضعية الإدماجية:
تعريف نشاط الإدماج: نشاط الإدماج هو نشاط وظيفته الأساسية جعل المتعلم يجند مجموعة من المكتسبات التي كانت موضوع مكتسبات منفصلة. يتعلق الأمر إذن بأوقات تعلم الهدف منها هو الوصول بالمتعلم إلى إدماج مختلف المكتسبات و إعطائها معنى .
ففي السنة الأولى الابتدائية مثلا يمكن للمتعلم بعد تعلم مجموعة من الحروف أن يشكل منها كلمات ذات مدلول
يمتاز نشاط الإدماج بأنه :
1- نشاط يكون فيه الفاعل هو التلميذ : هو النشاط الذي يكون محوره التلميذ بحيث يجند فيه كل مكتسباته من كل الأنواع ( معارف ، اتجاهات ، مهارات ،آليات ، ...) و ذلك بشكل مترابط .
2 - نشاط موجه نحو كفاءة أو هدف ختامي إدماجي: يعني هذا أن النشاط ينبغي أن يهيئ التلميذ بشكل مباشر لممارسة الكفاءة.
3 - نشاط يتصف بالطابع الدلالي: ( ذات معنى ) هي وضعية قريبة قدر المستطاع من محيط التلميذ و تجعله يلعب دورا فيها و توجهه نحو تحقيق هدف ما .
4- نشاط مرتبط بوضعية جديدة: ينبغي أن لا تكون الوضعية المنتقاة قد حلت من قبل جماعيا أو فرديا، لئلا يكون النشاط مجرد إعادة أو تكرار.
هناك نمطان من الإدماج:
- الإدماج العمودي :و يتعلق باكتساب المتعلم ، مجموعة من الكفاءات القاعدية في مواد مختلفة ، ستمارس خلال تنفيذ البرنامج في وضعيات متنوعة.
مثال : • تركيب جمل من كلمات أو إنتاج نص في نشاط اللغة .• حل مسألة في الرياضيات .
- الإدماج الأفقي :يساير الإدماج العمودي و بشكل تدريجي و يتم فيه تدعيم المكتسبات بواسطة الكفاءات المرحلية المرتبطة بتنفيذ مهام ذات التعقيد المتزايد و التي تتطلب من المتعلم التحكم في عدد معين من الكفاءات .
مثال : لنفرض أن المعلم يريد تنفيذ مشروع مع تلاميذه و يتعلق بإنجاز بطاقة تهنئة ترسل للأمهات بمناسبة عيدهن .
إن المواد المختلفة التي ستدمج في هذا المشروع هي :
• اللغة : و تتعلق بالتعبير الكتابي. • التربية المدنية : و تتعلق بالوقوف على مهام مصلحة البريد و دورها في المجتمع.
• الرياضيات: إذ أن البطاقة ستنجز وفق مقاييس معينة سيستخدم المتعلم حينها وحدات الطول .• الرسم : لزخرفة و تلوين البطاقة
متى ينجز نشاط الإدماج : تشير الوثائق الرسمية إلى أن إنجاز نشاطات الإدماج يكون في أواخر كل أسبوع ، غير أنه يمكن القول إن إنجاز مثل هذه النشاطات يمكن أن يتم في كل أوقات التعلم وبصفة عامة في نهاية بعض التعلمات التي تشكل كلا ذا معنى، أي عندما نريد أن نثبت كفاءة أو هدفا ختاميا إدماجيا.
أنواع نشاط الإدماج : في الرياضيات يمثل حل المشكلات بينما في اللغة العربية يمثل التعبير الكتابي وفي كلا المادتين توظف المواد الأخرى للحصول على الإدماج الأفقي والعمودي
ملحق انجاز وضعية تعليمية بالكفاءات