دور كل من الأستاذ و المتعلم في تدريس وحدة اللغة العربية:
من المستلزمات الضرورية لتطبيق كل المنهجيات المعتمدة في تدريس وحدة اللغة العربية تحديد دور كل من الأستاذ و المتعلم في إعداد العمل و إنجازه و في متابعته و احترام تسلسله وضبط مواقيته و حصصه و في تقويمه بالمراقبة المستمرة,و بالتصحيح و التوجيه من طرف الأستاذ ,و بالحضور الدائم للمتعلم ,وتحمله مسؤولية إعادة النظر فيما ينجز من أعمال.
أ- دور الأستاذ :
و من هنا,فإن دور الأستاذ قد يتحول من دور تقريري تبليغي استئثاري,إلى دور مضبوط ,تنحصر مجالات نشاطه فيما يأتي:
أولا: تنظيم مجال الأنشطة تنظيما يشمل المستويات التالية:
*ضبط بيئة التعلم :
تسخير جميع ما فيها من إمكانيات طبيعية وثقافية, و استغلالها في الأنشطة المقترحة.و يتم هدا الضبط في مرحلتين:
مرحلة الضبط العام,التي يسأل فيها الأستاذ نفسه عن كيفية تسخير معطيات الوسط, لتكون مساعدة له على تطبيق البرنامج اللغوي.و إلى أي حد ينسجم ما يطرح البرنامج مع البيئة المحلية التي يعيش فيها المتعلم , و مرحلة الضبط الخاص,و تستدعي من الأستاذ التفكير المتواصل في كيفية إنجاز كل وحدة من وحدات البرنامج إنجازا يضمن استغلال مقدرات البيئة المحلية.
*ضبط الحصة الزما نية :
و يقتضيه نوع التنظيم الداخلي للبرنامج , فبرنامج اللغة العربية محكم الحلقات تدعم كل حلقة ما قبلها و ليس معنى هدا أن ضبط الحصة الزما نية هو ضبط ميكانيكي,تؤدى فيه العمليات بنوع من الآلية و الرتابة, وإنما هو ضبط عضوي في بنائه, تترافد فيه العمليات و يكمل بعضها البعض الأخر.
*ضبط عمل المتعلم :
و يتناول ثلاثة جوانب:
من حيت الإعداد:
تقدير ما يمكن استغلاله من معطيات الوسط, و تقدير ما يمكن إنجازه وفق الحصة الزما نية المخصصة, و حصر العمليات التي ستنجز تبعا لذلك,و إعداد لمختلف الوسائل المعينة على إنجازها, وتصور كيفية استعمالها, و تحديد كيفية الحفز وما يستغرقه من وقت,و نوع التقديم, وما يقدم فيه ومدته,
و عمل المتعلم ومدته و نوعه و ما يتدرب على إنجازه شفهيا وكتابيا.و لذلك فإن إعداد الأستاذ لعمله,تخطيط هادف لكل العمليات و ليس استنساخا لمحتوى صفحات مطبوعة.
من حيت تقديم الدرس:
إن دور الأستاذ,خلال الدرس.ينحصر في الحفز و التقديم, وفي فتح المسالك المتعددة للإنجاز, فهو لا يصطنع مغريات التشويق, و إنما يترك الحوافز للموضوع تنبثق من المتعلمين ولا يستأثر بالشرح و التقرير و التفصيل, و إنما يقدم الإطار الطبيعي لمجال الدرس لقراءته و ملاحظة نماذجه
و اكتشاف خصائص الظاهرة التي تضبط ناحية من نواحيه,و هنا ينتهي دوره في الكلامليضطلع بدور أنجح و أخطر و هو التعاون مع المتعلم في ارتياد مسالك التعبير محاكاة في البداية للنماذج المقدمة وفي النهاية,إلى مشارف التعبير و الإبداع الذي يخلقه لنفسه,و قد اندمج في المناخ اللغوي,الذي عملت كل الاثارات على اندماجه فيه.
من حيت المراقبة والتتبع:
من المهم أن يتعود المتعلم مراقبة عمله بنفسه.و أن يقدر هدا العمل تقديرا يقوي ما هو إيجابي فيه و يقدر قيمته, ويعرف سلبياته و يقومها, و من المهم كذلك,أن تكون مراقبة الأستاذ و تتبعه لعمل المتعلم,تصحيحا دائما للنموذج الخاطئ بنموذج صحيح.
ب- دور المتعلم:
إن من أسس المنهجيات المتعددة,الإشراك الفعلي للمتعلم في تنفيذ كل خطوة من خطوات الدروس.من حيت الإعداد و التقديم و الإنجاز و التقويم.
من حيت الإعداد:
إن على المتعلم بمجرد تقديم موضوع الدرس له,أن يعاين و يشاهد و يلاحظ, وينمي هده المعاينة و المشاهدة و الملاحظة باكتشاف ما في بيئته و محيطه وما يقرب له بالوسائل الاصطناعية وأن يجرب قدرته في التغير عن كل ذك.
و عندما يكلف بفتح ملف خاص بالموضوع, فإن القصد من ذلك لا يكون مجرد تجميع للصور
و النماذج بقصد التسلية و المباهاة و تزيين دفتره و متحف القسم بما جمع و إنما يفتحه ليكون وثيقة عمل, يتنامى محتواها بالمطالعة و الاقتباس, و تسجيل الملاحظات وإنشاء فقرات و نصوص والتعاون مع الزملاء في كتابة تحقيقات و قصص و تمثيلات من إبداعهم الخاص.
فالدرس, بين المتعلم و الأستاذ شراكة متعددة الأطراف يساهم الكل في إعدادها.
من حيت التقديم:
تظهر نجاعة هده الشركة , بين المتعلم و الأستاذ في عملية تقديم حصص الدروس اللغوية,فإذا كان الأستاذ مطالبا برسم مجال العمل وضبط خطته, وتقديم المعطيات بكيفية متسلسلة و متدرجة, فإن المطلوب من المتعلم أن يشارك فعلا,فيستخدم فكره في تتبع المشاهد و ملاحظتها و التساؤل عن كل ما يعاين و يلاحظ,و التعبير الشفهي عن المواقف المشخصة و استخدام الرصيد المتاح له, والبحث عن تنميته باستمرار.
من حيت التقويم:
قد روعي أن تتاح الفرصة للمتعلم ليراقب عمله بنفسه فالأستاذ لم يعد قادرا على أعمال المتعلم,يتابع أخطاءه و يؤشر عليها بالأحمر, وكأن تلك الأخطاء نوع من المخالفات التي تستحق العقاب أو الزجر,فالمتعلم يصيب بقدر ما تتيح له فرصة الإصابة, و قد يخطئ , ويجب أن تتاح له فرصة تجاوز الخطأ ,و على هذا فإن المتعلم هو المسؤول الأول عن عمله , يصححه بنفسه و يعود إلى الأستاذ ليكون مرجعا يلجأ إليه ليلتمس النموذج الصحيح.
كتاب المتعلم:
إن هدا الكتاب ليس كراسة للتطبيق, وإنما هو وثيقة متكاملة تقدم كل المعطيات التي تتوقف عليها أنشطة اللغة العربية,يعود إليها المتعلم لاستذكار خلاصة العمليات المنظمة التي تم إنجازها.
و مما يجب التأكيد عليه أن كتاب التلميذ يجمع كذلك كل العمليات اللغوية(تراكيب,الجمل,النحو,جداول الصرف,الإملاء....)غير أن هذا الكتاب لا يجوز أن يعتبر المجال الوحيد لعمل المعلم