غرائب التعليم:ناجحُون بلا معنى وبلا معدلات

من غرائب التعليم:ناجحُون بلا معنى وبلا معدلات

غرائب التعليم:ناجحُون بلا معنى وبلا معدلات 272014-064d3

من غرائب وعجائب التعليم ببلادنا، أن يسمع المرء عن نجاح التلاميذ بصيغة "الجملة" بدافع الحفاظ عليهم من الهروب إلى الشارع. هل أصبح شعار محاربة الهدر المدرسي حجة لدى البعض للرفع من نسب نجاح التلاميذ حتى ولو لم يكونوا يفقهون أو يسمعون شيئا؟؟؟،

هل هذا هو المراد من المحاولات الحثيثة للرفع من جودة التعليم ببلادنا؟ ، هل بات هم البعض اليوم رفع نسب النجاح داخل مؤسساتنا التعليمية على حساب مصلحة المتعلم، لكي تحسن صورة تعليمنا أمام العالم، ونثبت لهم بأنه بدأ يتشافى من علله وأسقامه وخرج من دائرة الخطر؟؟؟...

فإذا صح الأمر وصحت معه هذه المعطيات والفرضيات السالفة الذكر، فلابد أن يقف المرء ويصلي صلاة الجنازة على منظومتنا التعليمية ويوري الثرى جثمانها الطاهر ويدعو بالمغفرة لكل من ساهم في إقبارها. نعم، إذا صح القول هنا، فلابد أن نُسائل جميع المتدخلين في العملية التعليمية ونخاطبهم ب: "قفوا إنكم اليوم مسؤولون"، مسؤولون أمام الشعب أولا وأمام الله ثانيا يوم العرض عليه.

ما الذي أصاب منظومتنا التعليمية، وبالتالي ما مصير ناشئتنا التي بات همها الوحيد والأوحد هو النجاح فقط، ولو كان ذلك على حساب مستواها المعرفي والثقافي، ماالذي جعل العديد يبادر لتطوير أساليب"النقيل" حتى ولو برحاب الجامعات، تلك الجامعات التي كانت حتى الأمس القريب مصدرا للعلم والعلماء والباحثين والفقهاء وصناع القرار، طلابا باحثين، إذا تكلموا وقف الجميع وسكت احتراما وتقديرا، وإذا قرروا نفذوا وإذا بحثوا أبدعوا وأبهروا...

لكن الصورة انعكست فصرت ترى البعض يسابقون الزمن في اختراع أساليب الغش، يكتبون ما يملى عليهم دون معرفة مضامينه ومغزاه.

تابعنا وتابع معنا العالم بأسره كيف جرت الامتحانات عندنا، وما صاحبها من عمليات لغش لم تفلح معها مجهوذات الوزارة الوصية، فمنهم من أجرى عملية جراحية لتثبيت سماعة في أذنه، والبعض الآخر ابتكر ونفذ ووظف تقنيات المعلوميات من فايس بوك، وهواتف نقالة وحواسيب وغيرها لأغراض غير التي أنشئت من أجلها، وحتى قلنا بأن الأمر وقف عند هذا الحد، ليؤكد بالملموس أن سياسة العبث وضرب المنظومة التعليمية من جذورها لازال مستمرا من أقرب الأقربين- الاساتذة والمعلمين وبعض رؤساء المراكز.

فما رأي شركاء العملية التعليمية في هذا الطرح، هل يقف الجميع وقفة تأمل لتصحيح مسار تعليمنا، أم نصفق ونحتفي ونوزع النتائج على المتفوقين والناجحين ونتذوق الحلوى ونشرب كؤوس الشاي ونقول بصوت عال: عطلة سعيدة وإلى السنة المقبلة إن شاء الله.

الخلل ليس في الوزارة الوصية ، و لا في الأساتذة ، و لا في التلاميذ ؛ بل الخلل في مجتمع بأكمله ؛ مجتمع فقد قيمه و مبادئه -سواء أكان ذلك برغبته أو دونها -، و انقاد نحو هلاك رسمته أيد خفيّة كلّنا نعلم غاياتها و أهدافها .......

اللوم لا يقع أبدا على الأساتذة و المعلمين ، فنحن نعاني الأمرين خلال فترة الاختبارات من الطلبة و حتى من رؤساء المراكز .

» غرائب قد تصدمك
» مدينة و معنى
» معنى الحديث
» كلمات تعلمك معنى الحياة
» مقطع فيديو عن معنى عملية الجمع