يشير الإمام الصادق ( عليه السلام ) حيث روي عنه أنه قال : (( العباد ثلاثة : قوم عبدوا الله عز وجل خوفاً ، فتلك عبادة العبيد , وقوم عبدوا الله تبارك و تعالى طلب الثواب ، فتلك عبادة الأجراء , وقوم عبدوا الله عز و جل حباً له ، فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة )) .
وهنا يوضح الإمام (عليه السلام ) أن السالك إلى الله لا بد وأن يمر بأحد هذه الطرق الثلاثة و اختيار إحدى هذه الطرق بلا شك ولا ريب يعتمد على نية السالك حين بداية مسيره , ولعل البعض للوهلة الأولى من قراءة هذا الحديث الشريف يتبادر إلى ذهنه أن الوجهين الأوليين من أنواع العبادة هما غير مرضيين , وهذا خطأ كبير و الصحيح أن الوجه الأخير للعبادة و المتمثل في عبادة الأحرار هو الأنسب والأفضل اتّباعه من بينها , حيث أن العبادة من جهة باب الحب لا نسبة للقياس بينه و بين العبادة من جهة بابي الخوف أو الأجر , ولنا في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قدوة حسنة حينما أشار الى هذه المرتبة بقوله : (( إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك , ولا طمعاً في جنتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك )) ، وإن كنت تجد في نفسك الإخلاص المحض فلينشغل ذهنك بسؤال :
لو لم يكن هنالك جنة ولا نار ولا عقاب ولا ثواب فهل سأستمر على عبادتي لله عز وجل شكراً وحباً و تقرباً !!