العمل
رفع الألمان بعد الحرب العالمية الثانية شعار
العمل أو الموت )فتحولت ألمانيا إلى ورشة عمل ،و بعد أربع سنوات صارت دولة صناعية مرموقة ،و في كتاب متعة الحديث يقول إسحاق نيوتن:النجاح يحتاج إلى ثلاثة عوامل :العمل ثم العمل ثم العمل ،و العمل يبدأ بالعلم ،و أمة لا تعمل لا تستحق البقاء ،و الإسلام جاء بالعلم و العمل ، و قد أعطى الرسول صلى الله عليه و سلم رجلا فأسا و أمره أن يحتطب و يبيع لئلا يبقى عالة على المجتمع ،و ضرب عمر بن الخطاب شبابا جلسوا في المسجد و تركوا الكسب و اعتمدوا على جيرانهم و صاح في وجوههم :اخرجوا و اطلبوا الرزق فإن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة ،و شارك الرسول صلى الله عليه و سلم في بناء مسجده و حفر مع الصحابة الخندق و قال
إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه ) و قال : (المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف )، و كان إدريس خياطا و زكرياء نجارا و داوود حدادا ، و رعى موسى الغنم بالأجرة و من أسباب تقدم الدول الغربية اعتمادها على العلوم العملية التطبيقية فدخلت المصانع و المعامل ،و اعتمدنا نحن على العلوم النظرية التي لا تطعم خبزا و لا ترفع مجدا و أسرفنا في الفنون و الرياضة على حساب الإبداع و الاختراع و الصناعة .
و العمال أسعد الناس و أشرحهم صدورا لأنه ليس لديهم فرصة للتفكير الخاطئ ، و إذا عملنا و اجتهدنا فسوف تتقلص مشكلاتنا و بطالتنا و فقرنا و أمراضنا ،و لنرفع شعار(نأكل مما نزرع ،و نلبس مما نصنع ) لإن عرق العامل أزكى من مسك الفاشل ، و ساعد المثابر أكرم من جبين الكسلان ،و زفرات البناء أجمل من غناء المترف .
فشكرا لكل مسؤول جلس على كرسيه يعدل في القضايا ،و يقمع الظالم و ينصر المظلوم و يواسي المنكوب ،شكرا لكل أستاذ وقف يصحح مفاهيم ،و يصلح قلوبا و يبني عقولا ، شكرا لكل طبيب يعالج مريضا و يداوي مبتل و يضمد جراحا ، شكرا لكل مزارع يغرس شجرة ،و يعدل ماء و يحرث أرضا ،شكرا لكل جندي يحمي دينا و يحرس وطنا و يدافع عن أمة ،شكرا للسواعد القوية و الهمم الوثابة و الأفكار الخلابة ، شكرا لكل الناجحين.