مفدي زكريا
1- المولد والنشأة
مفدي زكريا
ولد مفدي زكريا واسمه الحقيقي زكريا الشيخ بنني يزقن -غرداية - بتاريخ 12 أفريل 1908 من عائلة تعود أصولها إلى الرستميين ،بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة أين كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية و الفرنسية و تعلّم بالمدرسة الخلدونية ،و مدرسة العطارين .
2- النشاط السياسي و الثقافي
أثناء تواجده بتونس و اختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك تطورت علاقته بأبي اليقضان و بالشاعر رمضان حمود ، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج ، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري و كتب نشيد الحزب الرسمي " فداء الجزائر " اعتقل من طرف السلطات الفرنسية في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج و أطلق سراحه سنة 1939 ليؤسس رفقة باقي المناضلين جريدة الشعب لسان حال حزب الشعب ، اعتقل عدة مرات في فيفري 1940 (6 أشهر) ثم في بعد 08 ماي 1945 (3سنوات ) و بعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، انضم إلى الثورة التحريرية في 1955 و عرف الاعتقال مجدّدا في أفريل 1956. سجن بسجن بربروس " سركاجي حاليا " مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني" قسما "، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، و إلياذة الجزائر .
وفاته : توفي مفدي زكريا في 17 أوت 1977 بتونس
النشيد الوطني الجزائري
قـــسما بالنازلات الـماحقات والـدماء الـزاكيات الطـــاهرات
والبــنود اللامعات الـخافقات في الـجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثــرنـا فحــياة أو مـمات وعقدنا العزم أن تـحيا الجـزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
نحن جند في سبيل الـحق ثرنا وإلى استقلالنا بالـحرب قـــمنا
لـم يكن يصغى لنا لـما نطــقنا فاتــخذنا رنة البـارود وزنـــــا
وعزفنا نغمة الرشاش لــــحنا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
نحن من أبطالنا ندفع جنــــــدا وعلى أشـلائنا نصنع مجــــدا
وعلى أرواحنا نصعد خـــــلدا وعلى هامــاتنا نرفع بنــــــدا
جبهة التـحرير أعطيناك عـهدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
صرخة الأوطان من ساح الفدا اسـمعوها واستجــيبوا للنــــدا
واكـــتبوها بـــدماء الــشهــداء واقرأوهــا لبني الـجـيل غــــدا
قد مددنا لـك يا مـــجد يــــدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
شعر: شاعرالثورة مفدي زكريا
تلحين : الموسيقار المصري محمد فوزي
النشيد الوطني الجزائري قسما
النشيد الوطني الجزائري *قسما * هو ذلك اللحن الخالد والكلمات الساطعةالتي
تخلد بطولات هذا الشعب الابي الذي ضحى بالنفس والنفيس ودفع بمليون ونصف
المليون من الشهداء من خيرة ابنائه من اجل استرجاع سيادته وتطهير ارضه من
ظلم الاستعمار فنشيدنا الوطني يعتبر عنوان سيادتنا
ورمزا من رموز دولتنا ونبراسا لا ينطفيء ينير دروب كفاحنا الطويل على مر
العصور يمثل همزة وصل بين جيل الثورة وجيل الاستقلال .
وعليه فالواجب يملي علينا ضرورة احترامه وتقديسه وحفظه وترديده دوما ليذكرنا بامجادنا وشهدائنا لنبقى لهم اوفياء لخدمة هذا الوطن .
المعنى الاجمالي لكل مقطع .
*المقطع الاول :
ببدا
الشاعر مفدي زكرياء النشيد بالقسم وبالتضحيات الجسام لهذا الشعب ودماء
ابنائه التي سالت اودية في كل بقعة من بقاع ارض هذا الوطن . ان هذا الشعب
الثائر عقد العزم على تحرير ارضه مهما كلفه ذلك وهو يحمل شعار ** اما
النصر او الشهادة **
*المقطع الثاني -- ويشير
المقطع الثاني من النشيد الى قضية الجزائر العادلة المتمثلة في الحرية
والاستقلال والتي من اجلها قام الشعب بثورته التحريرية الكبرى التي
قادته الى النصر واستعادة ارضه وسيادته بعد ما فشلت كل اساليب الحل
السلمي والدبلوماسي وايقن ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .
*المقطع الثالث -- وفي
المقطع الثالث يخاطب الشاعر مفدي زكرياء الاستعمار الفرنسي متوعدا
اياه على لسان الشعب الجزائري بكلمات قوية يبعث من خلالها رسائل واضحة
المعاني على ان اللغة الوحيدة التي يفهمها الاستعمار انما هي لغة
الثورة والجهاد وهو الطريق الذي اختاره الشعب لنفسه لتحرير ارضه واستعادة كرامته.
* المقطع الرابع -- ويشيد
الشاعر في المقطع الرابع بقوة وبسالة الشعب الجزائري الذي استيقن ان
الخلود الحقيقي انما هو في الشهادة في سبيل الحرية والعزة والكرامة
وان لا مكان للخيانة في صفوف الثوار تحت قيادة جبهة التحرير الوطني وهو
على درب الثورة سائر حتى تحقيق الاستقلال .
*المقطع الخامس -- يدعو
الشاعر في المقطع الخامس والاخير كل الاحرار الى الانضمام الى الثورة
تلبية لنداء الوطن واستجابة لصوت الحق والواجب وتقديم المزيد من
التضحيات ليسجلها التاريخ ولتتوارثها الاجيال عبر العصور لتبقى خالدة
.