نصيحة مجرّب

الى كلّ مبتدئ في التعليم الابتدائي
قد تشعر يا بنيّ (أو بنيّتي ) بأنّك مظلوم لأنّ الدنيا لم تنصفك ، فبعد عناء دراسة و بحث طيلة سنوات في الجامعة رمت بك الأقدار في أحضان مهنة ربّما لم تخترها بل فرضتها الظروف عليك ، و ليتك تتعامل فيها مع من يعي كلامك و يعرف قيمة ما جعلته اختصاصا لك في حياتك الجامعيّة فكنت استاذا جامعيّا أو في الثّانويّة، إنّك مجرّد معلم في  المرحلة الابتدائيّة  ، لكن ...
هل حاولت يوما معرفة قيمة مهنتك ؟
 هل تأمّلت يوما و تساءلت عن ماهية الفئة التي تتعامل معها ؟
 هل أحسست يوما أنّك أساس بناء هذا المجتمع ؟
لأنّك أنت الذي  تتعامل مع تلك المادة الأوّليّة والعجينة الطريّة تشكّلها كما شئت و مثلما أردت
 لأنك أنت من تضع أساسيات التربية الصحيحة لأفراده 
لأنّك أنت من تعلّمهم عل الأقل فكّ رموز الكلمات ، و طلاسم الأرقام 
فأنت الأهم في هذا الكون، أنت الأهم في هذا الكون ، أنت الأهم في هذا الكون .
لكن، وفي مقابل تلك المكانة الرائعة التي منحتها إياك مهنة التعليم ، هل فكّرت كيف تخلص لها ؟كيف تتفانى من أجل الارتقاء بها ؟ 
الاجابة بسيييييييطة ...
* أحبّها .
 * اشعر بسموّها ثمّ ابحث في غياهبها  
*  اكتشف أسرارها 
 * جرّب على أرض الواقع لكن ...لا تنس أنّك تتعامل مع من هم  فلذات أكباد والديهم  ، لذلك قلّل من نسبة الوقوع في الخطإ قدر ما استطعت .

هل تعرف كيف يكون السبيل الى ذلك؟

.

.

.


اسأل أهل الخبرة ،نعم أولئك الذين سبقوك في المهنة، فإن لديهم من الكنوز و الأسرار ما يجعلك متألّقا في سماء التعليم ،
فمهما كبر  زادك المعرفي فانه لن يأخذ بيدك للمضيّ قدما مع تلاميذك إن لم تُرفقه و تتوّجه بنتاج خبرة من هم أكبر منك في التعليم   مهما كان مستواهم المهني .

(( إنك مجرد معلم في المرحلة الابتدائية )) عبارة مؤلمة كثيرا ، و من لا يعرف ما يعانيه هذا المعلم من متاعب ، في هذه المرحلة الاحساسة (كيف أستطعت كتابتها )

ان مهنة التعليم من انبل المهن على وجه البسيطة فقد خص بها الله تعالى الانبياء والرسل بل وحتى بعض الملائكة فلا تستهن بها بني وبنيتي زميلي وزميلتي  وامض قدما رافع الرأس فأنت القائد ولا يحسن القيادة غيرك فرفقا بمن معك فهم مختلفون وعاملهم على قدر عقولهم تنل تقديرهم وتظفر بحبهم واحترامهم مدى الحياة

كما قالت الأخت سكينة مهنة التعليم شرف لنا و لغيرنا فنحن نفتخر بعملنا لأننا ندرك قيمته و دوره والحمد لله