علمتني مهنة التعليم

- علمتني حب التضحية والإستماتة من أجل إفادة الآخر: يدوس المعلم على جراحاته الشخصية وعلى آلامه ومشاكله الصحية والعائلية ويتناسى ظلم المجتمع  له ويقف شامخا أمام  تلاميذه وكأنه أفرغ شحنة همومه منذ داست قدماه عتبة الفصل فيلاعب هذا ويفهم ذاك

- علمتني العدل: وأنت في الفصل تضع جانبا كل علاقاتك الإجتماعية الخارجية فقد يكون من بين طلبتك ابن غريم لك في الحياة فالمعلم بشر وكثيرا ما يقع بينه وبين الناس عداواةواختلافات, فتجدك تضع كل ذلك جانبا وتعامل إبن صديقك كابن عدوك وهو لعمري أسمى قمم العدل والإنصاف . فأنت في فصلك كالقاضي في محكمته , والذي قال فيه حبيبنا : قاضيان في النار وقاض في الجنة.

- علمتني مهنة التعليم :الإخلاص في العمل فالمعلم يحترق كل لحظة ولا ينتظر بر هذا الطالب ولا هبة ذاك ولا شكر هذا الولي ولا ود ذاك إنما يعتبر عمله خدمة يقدمها ليجد ريعها عند الله تعالى .وكم يعق المعلم من طرف طلابه وكم يظلم من طرف هذا أو ذاك ولكنه يمضي في سبيله صابرا محتسبا .
اللهم اكتب لنا الاجر و اجعل اعمالناخالصة لوجهك الكريم.

مهنة التدريس رقي  وسمو أخلاقي ومنحة ربانية تستشعرها عندما تلمس وترى اثار بصمتك في جميع جوانب حياتك
ولوحة تلونها كل صباح فتكتمل في المستقبل عندما تكون ذكرى منحوتة في ذاكرة كل من علمت من جيل ،
ألوان لوحة التدريس ماغرست من قيم وما اودعت من معارف وعلوم ومابنيت من كيان يحمل مسمى الطالب وغدا يصبح المستقبل
تأكد بأن لوحتك كبصمة أصبعك متفردة ولن تشبهها لوحة .

و  المعلم الناجح قدوة في أمور الخير , منارة هدى , ودليل إرشاد وتوعية , فهو صادق اللسان عفيف المنطق , حازم في غير عنف , ولين في غير ضعف , قدوة في اﻷ‌قوال واﻷ‌فعال , طاهر العرض , نقي السريرة صبور على طﻼ‌به , بعيد كل البعد عن رديء القول وفاحش العبارات , طيب المخبر , حسن المظهر ,إذا قال فعل , وإذا نطق سلب لب طﻼ‌به بما يجري الله على لسانه من جميل القول ورفيع العبارات , ﻻ‌ يعرف السباب وﻻ‌ الشتم وﻻ‌ اللعن وﻻ‌ اﻻ‌ستهزاء طريقا إلى قاموس مفرداته , فهو حافظ لمنطقه فﻼ‌ يسمع منه الطﻼ‌ب إﻻ‌ خيرا , وحين يعاتب أو يحاسب فﻼ‌ يليق به وهو المربي والموجه أن يتجاوز أو يرمي بالكلمات التي ﻻ‌ تليق بمثل رسالته وﻻ‌ بمثل مهمته *