جلسة اعتراف

عادة ما يشعر التلاميذ فترة الدخول المدرسي بأحاسيس و مشاعر مختلفة (كيفهم كيفا المعلّم )، كيف لا و قد جدّت عليهم أمور كثيرة  ؛ انتهاء وقت الراحة و الاستجمام و بدء وقت الجدّ و الاجتهاد ، لباس منضبط بعدما كانت لهم الحريّة المطلقة في ارتداء ما يستحسنون ، حجرة درس جديدة ،و ربّما معلّم جديد ، زملاء جدد (معيدون من نفس المستوى  ، أو متنقّلون من مدارس أخرى )، و...
و في هذه الفترة يقوم المعلّم بإجراء تقويم تشخيصي لتحديد نقطة بدايته مع متعلّميه ؛تمرينات ، قراءات ، عمليات ، مشكلات ، بعضها على السبورة ، أخرى على الألواح أو الكرّاسات ناسيا أنّه يتعامل مع نفس بشرية تفرح ، تحزن ، تهاب ، و تخاف ، و أخصّ بمصطلحي الأخير الملتحقين الجدد بالقسم ، أولئك الذين غالبا ما يشعرون بالقلق ، و عدم الارتياح كونهم يجدون أنفسهم فجأة داخل بيئة يجهلون أجواءها و طبائع أفرادها .
قد يتساءل  القارئ : و ما الحل؟
الحلّ بسيط جدا ؛ فمجرّد جلسة اعتراف بين كلّ أفراد القسم كفيلة بكسر الحاجز بينهم ، و هذا تفصيلها (كما قمت بتطبيقها ):
بادئا ببدء كنت محظوظة بقبول إدارة المدرسة منحي قاعة المدرسة (فضاء واسع مقسّم إلى قسمين -صالون عربي ، و صالون فرنسيس-قسم به المقاعد و السبورة ، و آخر أرضيّته فارغة لا شيء بها سوى سبورة متنقّلة )
و خلال أمسية اليوم الأوّل من الدخول المدرسي شعرت بانزعاج التلاميذ الجدد الملتحقين بقسمي ، فمنهم من انطوى على نفسه و منهم من أجهش بالبكاء دون توقّف ، حينها خالجتني فكرة -الاعتراف -فلم أتردّد في تطبيقها ، و سرعان ما بثثت زربيّتين كبيرتين كانتا بالقاعة (أصلهم تع مكتب المدير ، و لحد اللحظة ما علابالوش كان استعملتهم )
في الجزء الفارغ منها و طلبت من التلاميذ الجلوس على الحواف لضمان رؤية الجميع لبعضهم ، و جلست معهم .

أعطيتهم الضوء الأخضر في استخدام العاميّة أثناء حديثهم ، و سألتهم :واش حسّيتوا  ليلة الدخول المدرسي ؟واش درتوا صبيحته ؟كيف كان شعوركم ؟ واش معولين دّيروا هذا العام؟
استرسل التلاميذ القدامى في الحديث و الافصاح عن مشاعرهم و بدأت أتقرّب للجدد منهم ، حيث رفضوا الحديث في البداية ، و لكن ما هي إلّا لحظات حتّى زال خوفهم و خجلهم و استأنفوا الكلام ، فبدأت أحسّ بتلاشي الحاجز الذي كان يحول بيننا وسط أحاديث و ضحكات بريئة .
و أنا في الجلسة سألتني تلميذة : و إنتي سيدتي واش حسّيتي نهار الدخول المدرسي ؟
و لأنّني اندمجت معهم كثيرا كنت و الله سأعرب عن كلّ سيّئ انتابني صبيحتها (لأنّو كل المعلمين يدخلو مفدودين )
لكن وجدت ستّين عينا ترمقني بنظرات كلّها لهفة لمعرفة ردّي ، فكان لزاما عليّ تحريف بعض الحقائق لكسب محبّتهم لي ، و أجبت : حسّيت بفرحة كبيرة(و هذه هي الحقيقة الوحيدة المحرّفة ، أمّا ما بقي فهو صحيح ، و الله على ما أقول شهيد) لأني التقيت بتلاميذي لي توحّشتهم ياسر ، و راح نبدا معاهم رحلة دراسية جديدة نوعدكم إنّي نحاول نزيد في مستواكم باش تكونوا الأحسن و الأفضل ، لذلك إن اضطررت لعقاب أحدكم ، فهذا لمصلحته ، فأنا أحبّكم كثيرا  ....
و صدّقوني انتظرت اليوم الثاني من الدراسة على أحرّ من الجمر ، كي ألاحظ التغييرات الّتي حدثت على مستوى نفسيّات التلاميذ ، و فعلا جلسة الاعتراف تلك كان مفعولها مفعول سّحر  ، فمن كان قلقا باكيا بالأمس وجدته في الصّف ضاحكا مستبشرا .
ربّما أطلت عليكم قليلا ، و لكن هدفي نقل تجربة لمست منها إيجابيّات كثيرة بأسلوب قصصي فيه بعض من الفكاهة للتخفيف من حدّة الفدّة لي حاكمة المعلمين .

الله الله على أفكارك الخلاقة شخصيا أعجبتني الفكرة
و ربما أطبقها مع أطفالي و أخبرك بالنتيجة ان شاء الله
أتحفينا بالمزيد

ساكون اول من يدفعك لذلك وياليتك تتحفينا بيومياتك في قسمك

والله فكرة جيدة بارك الله فيك للفت انتباهي لذلك لكن للاسف اظن انني متأخرة جدا لتجربة هذه الفكرة لان الدخول المدرسي مر عليه ايام عديدة .

فعلا أنت أستاذة رائعة