التعبير الشفوي بالسنة الأولى
1) أهداف درس التعبير الشفوي:
يمكن التمييز بين نمطين من الأهداف التي يسعى درس التعبير الشفوي إلى تحقيقها:
أ ـ أهداف عامة: تتعلق به كمكون من مكونات وحدة اللغة العربية، و هذه الأهداف مرتبطة في شموليتها بتحقيق فعل تعلم اللغة الفصحى لدى المتعلمين، و هي كالتالي:
ـ أهداف عقلية: تروم استبطان و استضمار النسق اللغوي بضوابطه الصوتية و المورفو تركيبية و الدلالية من طرف التلميذ و هي:
ـ أهداف وجدانية: تستهدف إثارة الاهتمام الوجداني قصد تعلم اللغة من طرف المتعلم، و تنمية ميوله و دوافعه لمعرفة تراثها و التشبع بقيمها الثقافية.
ب ـ أهداف نوعية: و هي أهداف خاصة مرتبطة بالتحقق الفعلي للتكلم كممارسة لغوية تستهدف تعلم الطفل النسق اللغوي الفصيح، و يمكن إجمال تلك الأهداف فيما يلي:
ـ تعويد المتعلم على التعبير الشفهي البسيط وصفا و سردا و حوارا.
ـ إكسابه القدرة على التعبير التلقائي عن أفكاره.
ـ إكسابه القدرة على التعبير عما يحيط به.
ـ الاستعمال الضمني للبنيات الأسلوبية و التركيبية و الصرفية للنسق الفصيح في حدود مستواه.
ـ تنمية الرصيد اللغوي المرتبط بمجالات الوحدات الديداكتيكية.
2) التعبير الشفوي و المهارات اللغوية:
ترى الدراسات السيكولسانية الحديثة أن تعلم اللغات و تعليمها يمر عبر امتلاك مجموعة من المهارات و هي: الفهم و النطق و التكلم و القراءة و الكتابة.
فما هي العلاقة التي تربط بين درس التعبير و بين كل من الفهم و النطق أو التكلم ما دامت دروس القراءة و الكتابة هي أيضا تتعامل مع الفهم و النطق و إن كان ذلك يحدث بدرجات متفاوتة.
أ ـ دروس التعبير و مهارة الفهم:
يمكن تقسيم مهارة الفهم في علاقتها بالتعبير حسب طبيعة المرحلة التي يتم فيها تعلم اللغة و نموه و تطوره لدى المتعلم إلى مستويين متدرجين:
أ ـ الفهم البسيط: و هو الذي يقف فيه المتعلم على معنى كل وحدة من الوحدات المكونة لجملة بسيطة انطلاقا من معناها العام.
ب ـ الفهم المركب:بعد تكوين رصيد لغوي عن طريق المستوى الأول من الفهم، يعمل المتعلم على توسيع طاقته الاستيعابية، فهو عندما يلتقط أو يتقن اللغة و تراكيبها و يدرك مدلولات المفردات و التراكيب يسهل عليه فهم و استيعاب معاني الجمل والعبارات التي تصاغ منها.
ب ـ دروس التعبير و مهارة التكلم:
يشكل التكلم العمود الفقري في اكتساب اللغة، فعن طريقه يتم استضمار النسق اللغوي و ترسيخ البنيات اللغوية الأساسية (أساليب ، تراكيب ، صيغ صرفية) عن طريق الاستعمال.و تتحدد علاقة درس التعبير بتعلم اللغة عن طريق مهارة التكلم، و يتم ذلك من خلال مستويين اثنين.
أ ـ التكلم المبني على التكرار لفظا و معنى: لقد أشار "ابن خلدون" إلى دور التكرار في ترسيخ الملَكة اللغوية.و تتجلى ممارسة هذا النمط من التكلم من لدن المتعلمين في:
ـ إعادة العبارات و تكرار مجموعة من التراكيب الخاصة الواردة في النص المدروس.
ـ تكرار و ترديد أسلوب من الأساليب أو صيغ صرفية مطابقة للمواقف المشخصة.
ـ تكرار الرصيد الوظيفي المصاحب للمواضيع و طبقا للمجالات.
ب ـ التكلم الإنتاجي: و هو نوع يأتي في مرحلة لاحقة، فعن طريق التكلم المبني على التكرار تترسخ و تُستضمرمجموعة من البنيات الأساسية الأسلوبية و التركيبية و الصرفية، بالإضافة إلى البنيات المعجمية و الدلالية. و هو ما يجعل المتعلم يقومبتحويلها إلى عدد غير متناهٍ من الجمل. و يمكن التأكد من مدى تحقق هذا النوع من التكلم في الممارسة اللغوية للمتعلم انطلاقا من:
ـ قدرته على التعبير عن أفكاره بحرية و تلقائية.
ـ قدرته على التعبير عما يحيط به و يشاهده.
ـ قدرته على الإجابة الصحيحة و السليمة عن أسئلة لغوية شفويا أو كتابيا...