منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي
عزيزي الزائر : يرجى التكرم بالدخول للمنتدى إذا كنت عضوا معنا
أو التسجيل إذا لم تكن عضوا وترغب بالانضمام لاسرة المنتدى
نتشــــرف كثيـــــــــرا بتسجيلك
___________ إدارة المنتدى ________

منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي
عزيزي الزائر : يرجى التكرم بالدخول للمنتدى إذا كنت عضوا معنا
أو التسجيل إذا لم تكن عضوا وترغب بالانضمام لاسرة المنتدى
نتشــــرف كثيـــــــــرا بتسجيلك
___________ إدارة المنتدى ________

منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي

منتــدى يهتـــم بالقـضــايا التـربويــة عمــومـــا والتعليميـــــة خصـوصــا
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول




**** نلتقي لنرتقي ونرتقي لنبدع ***











أخـي الزائر/أختـي الزائرة أعضـاء المنتـدى يبذلون مجـهودات كبيرة من أجـل إفادتك .فبادر بالتسجيل لافـادتهم أو لشكرهم.ولا تبـق مجرد زائر فقط .نحن في انتظار ما يفيـض به قلمـك من جديد ومفـيد. .







قراءات وظيفية للمناهج الجديدة - افكار مستنبطة من الوثائق المرافقة - الدليل الوظيفي للمصطلحات الجديدة - مخططات سنوية - استعمالات زمن - كفاءات بانواعها - موارد معرفية - موارد منهجية وغيرها
...



***كل هذا وغيره تجدونه حصريا في منتديات الافق التربوي انتظرونا قريبا ****


 

 التخطيط التربوي : مفهومه- انواعه - العوامل المؤثرة فيه - الاهمية والعوائق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مــــديـــر المنتــــدى
مــــديـــر المنتــــدى
Admin


عدد المساهمات : 2023
نقاط : 4933
تاريخ التسجيل : 28/01/2013

التخطيط التربوي : مفهومه- انواعه - العوامل المؤثرة فيه - الاهمية والعوائق  Empty
مُساهمةموضوع: التخطيط التربوي : مفهومه- انواعه - العوامل المؤثرة فيه - الاهمية والعوائق    التخطيط التربوي : مفهومه- انواعه - العوامل المؤثرة فيه - الاهمية والعوائق  Emptyالسبت 7 ديسمبر 2013 - 14:33

مقدمة
يمكن القول إن التخطيط  في الحقيقة  قد رافق ظهور الإدارة وقطاع الخدمات منذ منتصف القرن التاسع عشر في أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مع انبثاق المجتمعات الرأسمالية التي عقلنت إداراتها ومؤسساتها المالية بطريقة علمية مقننة، تعتمد على علم التدبير من جهة، ووضع الخطط وتنفيذها ميدانيا من جهة أخرى.

مفهوم التخطيط لغـــة واصطلاحـــا:
لايمكن فهم التخطيط التربوي أو الديداكتيكي إلا من خلال تعريف التخطيط لغة واصطلاحا:

التخطيــط لغـــــة:
يقدم ابن منظور في (لسان العرب) مجموعة من التعاريف اللغوية لكلمة  التخطيط المشتقة من فعل  خط وخطط الذي يحيل على مجموعة من الدوال المعجمية، كالخط الذي هو عبارة عن الطريقة المستطيلة في الشيء، والجمع خطوط. والخط: الطريق. والخط: الكتابة ونحوها مما يخط. والخط: ضرب من الكهانة. وخط الشيء يخطه خطا: كتبه بقلم أو غيره. والتخطيط: التسطير. والخطوط من بقر الوحش: التي تخط الأرض بأظلافها. والخط: خط الزاجر، وهو أن يخط بإصبعه في الرمل ويزجر. وثوب مخطط وكساء مخطط: فيه خطوط. وخط وجهه واختط: صارت فيه خطوط. واختط الغلام: أي نبت عذاؤه. والخطة كالخط كأنها اسم للطريقة. والمخط بالكسر: العود الذي يخط به الحائك الثوب. والمخطاط:عود تسوى عليه الخطوط. والخط:ضرب من البضع. والخط والخطة: الأرض تنزل من غير أن ينزلها نازل قبل ذلك. وقد خطها لنفسه خطا واختطها: وهو أن يعلم عليها علامة بالخط. والخطة: الأرض. والأرض الخطيطة: التي يمطر ماحولها ولا تمطر هي، وجمعها خطائط. وأرض خط: لم تمطر وقد مطر ماحولها. والخطة: بالضم: شبه القصة والأمر، وقيل: المقصد. والخطة: الحال والأمر والخطب. والأخط: الدقيق المحاسن، ورجل مخطط: جميل. وخطة:اسم عنز. والخط: أرض ينسب إليها الرماح الخطية. والخطي: الرمح المنسوب إلى الخط. والخطيط: قريب من الغطيط وهو صوت النائم. وحلس الخطاط: اسم رجل زاجر. ومخطط: موضع.
ويتبين لنا - من خلال هذه الدلالات الاشتقاقية- أن التخطيط عبارة عن خطة مرسومة ومحددة بدقة، وطريقة مسطرة كتابة وخطا.
أما كلمة (Planification  ) الأجنبية، فتدل على التصميم والتخطيط، وهي مشتقة من كلمة (Planifier   ) التي تعني بدورها خطط وصمم.

التخطيـــط اصطــلاحا:
التخطيط هو عبارة عن مجموعة من الطرائق والتصاميم والمناهج والأساليب والتدابير التي يلتجئ إليها المدبر أو المخطط من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات على المستوى البعيد والمتوسط والقريب.
ولتنفيذ هذه الأهداف المسطرة الموجودة في مداخل نسق معين، لابد من الاعتماد على الوسائل المادية والمالية والبشرية والمعلوماتية، لأجرأة هذه الأهداف ميدانيا في سياقاتها المتاحة، وظروفها الممكنة. ولا يمكن بمكان التأكد من نجاعة الأهداف المسطرة داخل النسق البنيوي أو الوظيفي إلا بتمثل كل آليات التقويم والمراقبة. وإذا أصيبت عملية التخطيط بالتعثر والفشل، فمن الضروري الاستعانة كذلك بالفيدباك أو التغذية الراجعة.
ويمكن القول بأن التخطيط هو" أحد وظائف الإدارة الرئيسية إضافة إلى التنظيم والتوجيه والرقابة. ويمكن تعريفه بأنه وضع مجموعة من الافتراضات حول الوضع في المستقبل، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها خلال فترة محددة، مع   تقدير الاحتياجات المادية والبشرية لتحقيق هذه الأهداف بفاعلية. "
ويعني هذا أن التخطيط يستند إلى مجموعة من العناصر الضرورية، وهي:
-  التخطيط آلية من آليات التدبير الإداري على غرار التنظيم، والتنسيق، والقيادة، والرقابة.
-  ينطلق التخطيط من مجموعة من الأهداف العامة والخاصة التي ينبغي تحقيقها.
-  التخطيط عبارة عن خطط وتصاميم ووسائط وطرائق ووسائل لتحقيق تلك الأهداف المسطرة.
-  التخطيط تصور نظري استشرافي ومستقبلي أو هو عبارة عن افتراضات مستقبلية شاملة ومفصلة. في حين، يعد التدبير تطبيقا تنفيذيا للمخطط.
-  التخطيط خطة متقنة محددة بالزمان والمكان، وبالوسائل البشرية والمادية والمالية واللوجيستيكية.
-  التخطيط هو معيار حقيقي وفعال لضبط جودة الهدف.
ويمكن القول: إن التخطيط إستراتيجية وطريقة تقنية ناجحة للتحكم في المعطيات الموضوعية إما بطرقة كمية إحصائية تجريبية، وإما بطريقة استقرائية وصفية استنتاجية. ومن هنا، فالتخطيط تصور نظري تنبئي، وإجراء تفسيري توضيحي، يعتمد على قراءة الأسباب الدافعة، مع تبيان العلل والحيثيات التفسيرية التي تكون وراء ظاهرة معينة. كما أن التخطيط تصميم تنبئي، يتحكم في الظواهر المستقبلية، ويستشرفها عن طريق إعداد  خطط وتدابير، للإحاطة بالظاهرة أو تطويقها أو فهمها أو تفسيرها من أجل الشروع في بناء تصاميم توقعية ناجعة.
وفي الأخير، نقول:" إن كل دقيقة نبذلها من وقتنا للتخطيط نوفر أربع ساعات عند التنفيذ، وما ذلك لأهمية التخطيط على مستوى الأفراد والشركات والدول، بل حتى على مستوى الأمم والحضارات."
ويعني هذا أن التخطيط أساس الإدارة الناجحة، ومقياس التدبير الناجع، وأداة مهمة لتحقيق الجودة والفعالية والإتقان والكمال.

أنــــواع التخطيــط:
يتخذ التخطيط أنواعا عدة، فقد يكون التخطيط محليا مقتصرا على بيئة محلية أو إقليمية من خلال رصد المعطيات الموجودة على  مستوى القرية أو المدينة، أو يكون التخطيط جهويا يتكلف بدراسة الجهة كاملة، أو يكون التخطيط وطنيا يهتم بجمع كل المعطيات الإحصائية على الصعيد الوطني.  و هناك أيضا التخطيط الجزئي الذي يقتصر على قطاع معين كالفلاحة أو الصناعة أو التعليم... في مقابل التخطيط الشامل الذي يجمع جميع القطاعات بطريقة وظيفية منسجمة من أجل تحقيق تنمية شاملة. ولا ننسى أيضا أن ثمة تخطيطا قصير الأمد، وتخطيطا متوسط الأمد، وتخطيطا بعيد الأمد، علاوة على ذلك، فهناك التخطيط الاقتصادي، والتخطيط الاجتماعي، والتخطيط الثقافي، والتخطيط التربوي.
كما أن هناك التخطيط البنائي الهيكلي الذي يقصد به اتخاذ قرارات تهدف إلى إحداث تغييرات عميقة بعيدة المدى، بينما التخطيط الوظيفي يقصد به إعداد الخطط، وتنفيذها ضمن الهيكل الاقتصادي والاجتماعي القائم،  بغية إحداث تغيير آني أو إصلاح تدريجي، أو الأخذ بمبدإ التطور البطيء.
ويمكن الحديث أيضا عن التخطيط الوصفي السانكروني الثابت في فترة معية وفي مكان محدد، والتخطيط التعاقبي الذي يرصد الظاهرة في تطورها التاريخي.
ويمكن الإشارة كذلك إلى تخطيط إلزامي إجباري على نحو ما نجد في الاتحاد السوڤياتي والدول الاشتراكية التابعة لها، وتخطيط توجيهي لانجد فيه إلزاما مباشرا كما هو الشأن في فرنسا.
ومن ناحية أخرى، يعرف التخطيط مجموعة من المراحل الزمنية، فهناك تخطيط مبرمج وحتمي  أثناء التنفيذ، ويقوم على مبدأ البرمجة من جهة، ومبدإ المواءمة مع الواقع من جهة أخرى. وتخطيط تشاركي يتميز بالمرونة، وإشراك الأطراف الأخرى، سواء أكانوا أفرادا أم جماعات، مادام هذا التخطيط مبنيا على التوقعات والافتراضات، ويخضع المخطط للتقلبات والتغيرات الموجودة في المحيط .
وإذا كان التخطيط الإجرائي قريب المدى، فإن التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى. وبالتالي، يعرف هذا التخطيط بأنه "عملية اختيار أهداف المنظمة،  وتحديد السياسات والإستراتيجيات اللازمة لتحقيق الأهداف، وتحديد الأساليب الضرورية لضمان تنفيذ السياسات والإستراتيجيات الموضوعة. ويمثل العملية التخطيطية الطويلة المدى التي يتم إعدادها بصورة رسمية لتحقيق أهداف المنظمة.
أو هو: التخطيط الذي يكون مهما، ويحدث تغييرا نوعيا في المنظمة، وتمارسه الإدارة العليا، وتأثيره بعيد المدى. ومن أمثلته: التخطيط لإضاءة خط إنتاجي جديد، أو التخطيط لفتح سوق جديدة.
أو هو: العملية التي تنقلنا من الحاضر للمستقبل، بحيث يكون الطريق ممهدا وجاهزا ومدارا للانتقال، فالتخطيط الإستراتيجي تخطيط بعيد المدى، يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية، وهو عملية تبنى على دراسة المستجدات داخل المنظمة وخارجها.
أو هو: العملية التي يتم من خلالها تنسيق موارد المؤسسة مع الفرص المتاحة لها، وذلك على المدى الطويل، والخطة الإستراتيجية هي خطة عمل شاملة طويلة الأجل تهدف المؤسسة من خلالها إلى تحقيق الأهداف الموضوعة
أو هو: العملية التي يتم بواسطتها تصور مستقبل المؤسسة، وعملية تطوير الوسائل والعمليات الضرورية لتحقيق هذا المستقبل، ويضع أجوبة صحيحة وكاملة للأسئلة التالية:
-  أين نذهب في مسيرتنا؟
-  ماهي النقطة أو المنطقة أو البيئة و المرحلة التي نذهب إليها في كيفيتها وشروطها وظروفها؟
-  كيف نصل إلى ما نريد؟"
ويعني هذا أن التخطيط الإستراتيجي هو بعيد المدى، يسعى جادا إلى تحقيق أهداف توقعية وافتراضية، مبنية على الاستشراف المستقبلي، والتنبؤ الاحتمالي؛ مما يستوجب من المدبر اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتحقيق هذا المخطط تخطيطا وتدبيرا وقيادة وتنسيقا وعملا ومراقبة وتقويما.

العوامــل المؤثـــرة في وضــع التخطيــط:
من المعروف، أن التخطيط ضرورة ملحة تستلزمها المشكلات المعاصرة الذاتية والموضوعية، ولايمكن أن تحقق الدولة تنمية شاملة في جميع الميادين إلا بانتهاج أسلوب التخطيط، ووضع التصاميم من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي تنطلق منها الدولة، اعتمادا على برامجها الحزبية والرؤية الإيديولوجية التي تؤمن بها سياسيا، والفلسفة التي يعتقدها المجتمع.
ولابد عند وضع الخطط والتصاميم، وحين اتخاذ التدابير في أي قطاع من القطاعات، من مراعاة مجموعة من العوامل التي تؤثر في عملية إعداد الخطة، وهذه العوامل  متنوعة، قد تكون عوامل ديمغرافية تتعلق بالظاهرة السكانية والتفجر الدراسي مثلا، أو عوامل اقتصادية، أو عوامل اجتماعية، أو عوامل ثقافية، أو عوامل سياسية، أو عوامل تقنية، أو عوامل دينية... ومن ثم، فأحسن تخطيط هو الذي يجمع بين هذه الجوانب كلها من أجل تحقيق تنمية ناجحة وناجعة. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبد الله عبد الدائم:"ذلك أن التنمية إما أن تكون عملا اقتصاديا واجتماعيا وتربويا متكاملا وإما ألا تكون. والتخطيط واحد شامل، له قطبه الاقتصادي، وقطبه الاجتماعي، وقطبه الثقافي. وهو ينحدر ويفقد أغراضه إذا أهمل أي قطب من هذه الأقطاب الثلاثة، ولاسيما إذا أهمل الجانب الثقافي والاجتماعي. والهدف من التنمية، بالتالي، ليس هدفا اقتصاديا، وإنما هو هدف اقتصادي اجتماعي ثقافي، محط رحاله خلق الحضارة الجديرة بالإنسان.
ومثل هذه النظرة الشاملة الكاملة إلى التنمية وإلى دور الإنسان في خلقها وإلى دورها أخيرا في خلق الإنسان وحضارة الإنسان، هي نظرة المخطط التربوي قبل سواه، وهو المسؤول عنها في نظرنا- أكثر من أي مخطط في أي ميدان آخر- وهذا ما نعنيه حين نريد له الريادة والقيادة.".
إذاً، يخضع التخطيط لمجموعة من الظروف العادية أو الطارئة التي تجعله لايحافظ على ثباته باستمرار؛ ما يجعله عرضة للتقلبات والاهتزازات والتعديلات الجزئية والكلية والتغييرات الشاملة.

أهميــة التخطــيط وفوائـــده:
لاغرو أن التخطيط هو أساس التقدم والازدهار، وآلية إجرائية للتحكم في عواقب المستقبل وأخطاره. بمعنى أن التخطيط هو نصف المعيشة. ومن ثم، يسهل التخطيط على المسؤولين والمنفذين والمدبرين مجموعة من المهام والأنشطة والمأموريات، سيما الإدارية منها. كما يساعد المخطط أو المدبر على تصور الافتراضات المستقبلية بغية تدبيرها واقعيا، بضبط الحاجيات والإمكانيات، وتقدير الموارد البشرية والمستلزمات المادية والمالية واللوجيستيكية لتحقيق الأهداف المسطرة في بداية رسم الخطة المستقبلية التنبئية.
ويقدم التخطيط أيضا تصورا مبيانيا واضحا حول الظاهرة المرصودة في ثباتها وتطورها وامتداداتها المستقبلية. اضف إلى ذلك، أن التخطيط يساهم في رفع الكفاءة عند العاملين بتحديد الوظائف والمسؤوليات، ويسعفهم في امتلاك القدرة الكفائية على التنظيم الأفضل للموارد والإمكانيات بوضعها في المكان الصحيح، ويجعلهم يحسون بروح الفريق والمشاركة بين العاملين، ويساعدهم كذلك على النمو والتطور للأفراد وللفريق وغيرها من الفوائد.

عوائـــق التخطيـــط:
يمكن للتخطيط أن يعرف كباقي الظواهر الإنسانية والبشرية، مهما كان هذا التخطيط،  مجموعة من الإخفاقات والعوائق والمشاكل، منها: نقص كفاءة المدبرين والمخططين في التعامل مع المخطط أو رصد الظاهرة المدروسة. علاوة على نقص الإمكانيات البشرية والمادية والمالية واللوجيستيكية، وغياب روح العمل والتطبيق والتنفيذ، وحدوث ظروف طارئة لم تكن في الحسبان، قد تؤثر سلبا على تنفيذ المخطط المرسوم، بله عن غياب الأهداف الواضحة أثاء وضع المخطط، وصعوبة تنفيذ الخطة لعدم واقعيتها، أو لتغير السياسة  والظروف الكائنة؛ مما يؤدي إلى تعطيل المخطط، أو تغييره جزئيا أو كليا، أو توقيفه نهائيا.
وعلى العموم، تتمثل معوقات التخطيط في الخوف من الإخفاق والفشل، وعدم وجود الوقت الكافي للتخطيط، والحاجة إلى موارد مالية ومادية لوضع الخطط، ومن ثم تنفيذها، والتعود على عدم التخطيط، فهم يقولون: " إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مهتدون" ...، والخوف من تبعات التخطيط بالتكليف بأعمال جديدة مما يستدعي مقاومة التغيير .

خطـــوات عمليــة التخطيــط:
يعتمد التخطيط على مجموعة من الخطوات الإجرائية التي يمكن حصرها في المقومات الإجرائية التالية:
- تحديد الرؤية المستقبلية: ينطلق التخطيط أو المخطط من رؤية تصورية مستقبلية قائمة على الاستشراف والتنبؤ والاستباق. وينبغي أن تكون هذه الرؤية واضحة المرامي والغايات والأهداف للفرد والجماعة على حد سواء. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد أمزيان:"  يدخل التخطيط في إطار التوجه المستقبلي. وهذا ما يعني إدخال بعد المستقبل أثناء اتخاذ القرارات الآتية. أي: استحضار المستقبل في الوقت الحاضر. وهذا ما يبرز خطورة عملية التخطيط لما تحتويه من توقعات وترقبات ومجازفات..
التخطيط هو تصور للمستقبل المرغوب فيه وللموارد الكافية لبلوغه كما يلخص ذلك دروكر(P.Drucker). فلا ينحصر - إذاً- التخطيط في التوقع والتصور فحسب، فإلى جانب هذا توجد الرغبة في تغيير المستقبل والتأثير فيه. فهو أداة للعمل، يمكن المؤسسة أو الوحدة الإنتاجية من وسيلة فعالة للعمل اعتمادا على قرارات آنية من خلال استشراف انعكاساتها على المستقبل."
وهكذا، يتبين لنا - جليا- بأن التخطيط توقع افتراضي مستقبلي، يرصد ظاهرة ما من خلال رؤية استشرافية تنبئية.
- وضــع الرسالة: يتحدد التخطيط بوضع رسالة تبين هوية العمل والغرض منه. " وتكون الرسالة جملة تعبيرية تصاغ كلماتها بدقة وعناية، تحدد ما نريد أن تكون على المدى البعيد. وهي تتضمن هوية الفرد أو المؤسسة، والتعريف بالأغراض المنشودة والوسائل التي تحقق هذه الأغراض."
إذاً، فوضع الرسالة بمثابة عتبات موازية رئيسية،  تبين طبيعة المخطط وهويته وعنوانه ومقصديته.
- وضع الأهداف: يوضع للمخطط أهداف عامة مستقبلية تحدد بدقة، وتصاغ بأفعال إيجابية تحيل على التنفيذ والأداء والإنجاز، يمكن تطبيقها في المستقبل، وتكون واقعية وممكنة التحقيق في أرض الواقع. كما ينبغي أن تكون مختصرة وموجزة ودقيقة، وتصاغ وفق القدرات والإمكانيات في وقت محدد.
x الأهداف الإجرائية: لا يكتفي التخطيط برسم الأهداف العامة البعيدة المدى، بل يتعدى ذلك إلى أهداف سلوكية إجرائية، يمكن قياسها واختبارها وتقويمها ومراقبتها واقعيا وميدانيا.
- خطة العمل: يتحول التخطيط المستقبلي إلى مخطط هندسي إجرائي، يوضح مختلف العمليات التطبيقية التي تشمل المدخلات والعمليات والمخرجات، ويشترط في التخطيط العملي معيار الدقة، ومعيار الإتقان، ومعيار الواقعية، ومعيار قابلية الإنجاز، والمعيار الزمني، ومعيار الجودة والإتقان والكمال. وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد أمزيان:" تعنى خطة العمل بتحديد مجموعة من العمليات أو الإجراءات المناسبة للإستراتيجية العامة، وذلك من خلال تبيان طبيعة الأشغال أو المهام وحجم الموارد المالية المخصصة لإنجازها والمدة الزمنية التي ستستغرقها والمسؤول عنها، ثم نوعية الرهانات والأهداف التي تتوخاها، وكذا تحديد إجراءات التتبع والتقويم.
فرسم خطة العمل، يعني الانطلاق من الأهداف الإستراتيجية وتحديد العوامل والأسباب التي يتعين علينا الاهتمام بها، والعمل وفقها.فالأسباب تحدد النتائج المرتقبة والعوامل الفاعلة تسهل تحقيق الأهداف الإستراتيجية.إن معرفة الأسباب الكامنة وراء ما تحقق من نتائج هو في حد ذاته نوع من التشخيص لمعرفة أفضل بما ستؤول إليه الإنجازات.وذلك من خلال طرح أسئلة من قبيل: ماهي العوامل التي لها تأثير واضح على الإنجازات؟ لماذا تبقى السيرورة أ هي الأكثر أهمية في تحقيق الأهداف؟"
وعليه، ترتبط أهداف التخطيط بآلية التدبير والتطبيق والتنفيذ العملي عبر سيرورة من العمليات الإجرائية.
- المراقبة والتتبع والتقويم: بعد الانتهاء من وضع الخطة، يبدأ المدبر في تطبيقها أو تنفيذها. وهنا، تظهر مجموعة من الأخطاء والمعوقات والمشاكل، فلابد - إذاً- من عملية التصحيح والتقويم والمراقبة والتتبع اليومي أو الأسبوعي أو الشهري أو السنوي... إما في بداية التطبيق العملي أو أثناءه أو في النهاية.

مفـــهوم التخطيــط التربــوي:
يتعلق التخطيط التربوي بمجال التربية والتعليم، ويهتم خصوصا بمنظومة التدبير والتسيير الإداري  التي تتفاعل مع باقي المؤسسات التربوية، وكل المصالح الإدارية التابعة لسلطة التعليم بكل وحدة ترابية إقليمية أو  أكاديمية جهوية أو إدارة مركزية. ويخضع تخطيط النسق التربوي للمدخلات والمخرجات معا، عبر مجموعة من العمليات والسيرورات التخطيطية التي تستلزم الوسائل المادية والإمكانيات المالية والبشرية والمعرفية والخبرات التقنية والحاسوبية. ويعني هذا أن التخطيط التربوي ينطلق من مجموعة من الأهداف والكفايات والغايات التي تستوجب التنفيذ والتحقيق، عن طريق مجموعة من الإمكانيات المتاحة، قصد تطبيقها ميدانيا، والتحقق من فعاليتها عبر التقويم والمراجعة. وينبني التخطيط التربوي على معطيات إحصائية وديمغرافية وسياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية.
ويستهدف التخطيط التربوي التحكم في موارد الدولة المادية والمالية والبشرية والمؤسساتية، والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي للمؤسسات التعليمية، قصد بناء خطط ومشاريع، ووضع التصاميم الآنية والمستقبلية لتحقيق حاجيات الإقليم أو العمالة. كما يعمل التخطيط التربوي على توفير البنيات والعناصر الفعالة التي تثري النسق التربوي، مع اعتماد سياسة الترشيد والاقتصاد، والتحكم في النفقات على مستوى التوظيف والصرف والاستيعاب والإدماج والاستدماج.
ومن ثم، يسعى التخطيط التربوي إلى " عقلنة عمليات التنمية المتعلقة بالتعليم، وذلك بالعمل على التقليل من مخاطر التبذير للموارد، والتشجيع على القيام باختبارات مستمرة لإمكانات وأهداف النظام التربوي. فكأن التخطيط التربوي يقوم بالتنبؤ في الزمان والمكان، بخصوص تحقيق الأهداف التربوية التي تم تقريرها ومتابعتها، كتحقيق تعميم التمدرس في وقت محدد، أو القيام بمحو الأمية في صفوف فئة عمرية محددة بحلول تاريخ معين...إلخ.
إن التخطيط التربوي بشكل عام يقوم بتصور التطور الذي يلبي بشكل أفضل حاجات المجتمع في كليته، وحاجات كل مواطن بوجه خاص."
ويعني هذا أن التخطيط التربوي له بعدان إستراتيجيان: بعد سانكروني سكوني، يقوم على وصف ظاهرة تربوية معينة في مكان وزمان معينين، من أجل فهمها وتفسيرها بذكر الأسباب والعلل والحيثيات السياقية، ورسم خطة إحصائية استقرائية مرحلية لفهم معطيات الظاهرة في حينها، سواء أكانت ظاهرة بشرية أم ظاهرة مؤسساتية أم حالة اجتماعية أم ظواهر أخرى، لها علاقة بالنسق التربوي والمنظومة التعليمية.
والبعد الثاني هو دراسة الظواهر التربوية والتعليمية في إطار تطور دياكروني، يقوم على رسم جداول إحصائية ترصد تطور ظاهرة ما، وتعاقبها عبر مدرجات هندسية ورقمية وجداول إحصائية وسيطية أو منوالية، تحدد الظاهرة المدروسة بالتركيز على ميزتها الإحصائية وتكرارها وترددها وتواترها وانحرافها المعياري. أي: لابد للتخطيط من تشغيل السلسلة الإحصائية والرسوم البيانية لفهم الظواهر الديمغرافية، و رصد عدد السكان، والإحاطة بعدد الأميين، وتسجيل عدد المتمدرسين الرسميين وغير الرسميين، ورسم إحصائية التعليم العمومي والتعليم الخصوصي.
وفي هذا الصدد، يقول عبد الكريم غريب عن التخطيط التربوي بأنه:" تحويل الغايات والمقاصد والأهداف، التي رسمها إلى مرام(كمية غالبا) وإلى برامج ومشروعات، مستخدما بوجه خاص لاسيما في ما يتعلق بالجوانب الكمية للتخطيط التربوي، طرائق وتقنيات حسابية معينة، ولاسيما في الإسقاطات والتنبؤات؛ بحيث يتم تحديد الصورة الكمية العددية للنظام التربوي خلال سنوات الخطة: سواء في ما يتصل بأعداد الطلاب ( موزعة على مراحل التعليم وأنواعه) أو إعداد المعلمين والإداريين أو إعداد الصفوف، أو في ما يتصل بالأبنية والتجهيزات المدرسية، أو في ما يتصل بكلفة الخطة وتمويلها، سواء كانت تلك من مقومات النظام التربوي ومدخلاته أو مخرجاته، هذا بالإضافة إلى تحديد المرامي الكيفية تحديدا دقيقا وكميا حيث يمكن ذلك. وأهم ما تتصف به عملية التخطيط هذه، مرونتها عن طريق مراجعتها دوما وتقييمها أثناء التطبيق، وعن طريق إعادة النظر في شرائحها السنوية، ثم عن طريق تقييمها الختامي الذي يؤخذ في الاعتبار عند إعداد الخطة الموالية."
وعليه، يمكن إجمال أهداف التخطيط التربوي في عمليات العقلنة والاقتصاد، والتحكم في الموارد المالية والمادية والبشرية، ورسم الخطط الآنية والمستقبلية، واختبار الأهداف والفرضيات المطروحة عند رسم كل خطة أو تصميم مشروع تربوي في مكان وزمان معينين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sec-05.forumalgerie.net
 
التخطيط التربوي : مفهومه- انواعه - العوامل المؤثرة فيه - الاهمية والعوائق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أهمية التخطيط التربوي
»  التكوين : مفهومه و اهدافه و الياته
» مفهـــــوم التخطيط الديداكتيكي
» 3- التخطيط و الكتابة في التربية التحضيرية
» العوامل و الأسباب التي التي توجد الحيوية و النشاط داخل الصف الدراسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــديات الأفـــــــــق التـــربــــوي  :: منتــــــــــــــدى المــــديـــــــــر_مساعد المــــديـــــر _المفتش :: الوثائـــــــــق - المراســـــــــلات الاعمــــــــال الاداريـــــــــة-
انتقل الى: