( .. الوفية الصابرة المجاهدة ..)
أنعم الله عليها بالعديد من الصفات الحميدة ، وبأفضل الخصال ، فأصبحت رمزاً للتضحية والفداء ..
صابرة محتسبة ، وفي زمن الجهاد والغزوات فارسة منتصرة.استشهد في المعركة أخوها وأبوها ..
كما استشهد أزواجها الثلاثة في سبيل الله ، ونالوا جميعا شرف الشهادة وكان آخرهم أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
كانت أم حكيم رضي الله عتها تشارك في المعارك .. تسقي الجنود ، وتداوي الجراح وفي إحدى المعارك
نزعت عمود خيمتها ، وانطلقت تقاتل به.. قتال الأبطال وقتلت من جنود الروم سبعة رجال ،
وأدخلت بشجاعتها الرعب في قلوب الأعداء ، ورفعت معنويات فرسان الإسلام ، حتى أحرزوا النصر المبين
أعجب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشجاعتها وإخلاصها ووفائها ، فتزوجها،
وعاشت معه مدة قصيرة حتى انتقل بعدها إلى جوار ربه.. رضي الله عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية وأرضاها..
الصحابية الفدائية
أم المجاهدين الصحابيين الفاضلين عبد الله ، وحبيب ابنا زيد بن عاصم بن عمر، وهي من أوائل نساء المدينة اللواتي
سارعن الى دين الإسلام و نصرة رسول الله , فقد كانت احدى إثنين ممن رحلن مع الأنصار الى مكة السابقات إلى هذا الدين ..
عندما اسلمت .. تخلقت بأخلاق المسلمين , و ملأ الإيمان قلبها, فنذرت نفسها وكذلك زوجها و أبناءها لإعلاء
كلمة الحق والتوحيد لله عز وجل ، ونشر دين الاسلام ، و الجهاد في سبيل الله تعالى ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.
وقد شهدت أم عمارة الفدائية المجاهدة مع ابنيها و زوجها (غزية بن عمرو) غزوة أحد.. وخرجت أول النهار
تحمل قربة الماء لتسقي منها الجرحى.. فلم تستطع أن ترى جيوش المسلمين تنهزم , فنزلت ساحة القنال , وقاتلت الكفار
وأبلت بذلك البلاء الحسن , و جرحت اثني عشر جرحاً , بين طعنة برمح أو ضربة بسيف,..
الصحابية المؤمنة..
صحابية جليلة ، أسلمت مع المجموعة المبكرة من المسلمين ممن صافحت نسمات الإسلام
أسماعهم منذ أن هبت في الأيام الأولى ، فكتبت في قائمة السابقات إلى ومن مناقب هذه الصحابية الجليلة أن الله تعالى سماها في القرآن مؤمنة ،
فقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره ، تحت قوله تعالى :
( .. وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ..) الأحزاب50
كانت خولة رضي الله عنها كثيرة الدخول على نساء النبي فكنّ يكرمنها ويتفقدنّ شؤونها ، ويسألنّ عن أحوالها ،
ومن ذلك ما رواه ابن سعد في طبقاته وعبد الرزاق في مصنفه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
( .. دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي باذة الهيئة ، فسألتها:
ما شأنك ؟ فقالت ؟ زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي فذكرت ذلك له عائشة ، فلقي النبي فقال :
يا عثمان إن الرهبانية لم تُكتب علينا ، أما لك فيّ أسوة ؟ فوالله إنّ أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا ..)
رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ القدوة الحسنة , والنبراس المضيء أمام كل النساء .. نسأل الله أن يبعث في قلوبنا
وأرواحنا نفحة من نفحات تلك الصحابيات الزكية الفواحة ..