لا تسأل هذا السؤال

- لا تسأل هذا السؤال.
من بين الأسئلة التي نسمعها و تتكرر كثيرا في أقسامنا هذا السؤال الذي يكاد لا يكون له أي فائدة، ومع ذلك يسأله كثير من المعلمين، ويعتمدون على إجابته. و السؤال هو: "هل فهمتم؟" فعندما يطرح هذا السؤال فالأرجح أن الإجابة ستكون: "نعم" لأن أغلب من يجيب هم الطلبة المتميزون، وأيضا لأن من لم يفهم يستحي ـ غالبا ـ أن يجيب بـ "لا"، لأنه أولا : يعرف أن الإجابة التي يتوقعها المعلم هي: "نعم"، وثانيا :لأن إجابته بالنفي تظهره أنه أقل قدرة من زملائه. و قد يظن المتعلم أنه فهم وهو لم يفهم. و عليه فلا فائدة ترجى من طرح هذا السؤال، والواجب على المعلم أن يتوصل إلى الإجابة عليه ـ دون أن يطرحه ـ وذلك عن طريق التطبيقات التي يقيس بها مدى فهم الطلاب واستيعـابهم الفعلــــي للنشاط المقدم.

عادة ما يطرح المعلم هذا السؤال من باب العادة فقط ,. لكن ان طرح من باب التساؤل فعلا فهذا...هل فهمت؟

إن المعلم من كثرة ما يشرح و يقدم درسه باستفاء ، و بكل بساطة مستعملا كل طرق التوضيح .ينظر للمتعلم فيجد على وجهه نظرة الدهشة و الاستغراب ،فيجد نفسه مضطرا لطرح هذا السؤال : هل فهمتم؟ أو ألم تفهموا؟