samsoumalys عضو متميز
عدد المساهمات : 156 نقاط : 232 تاريخ التسجيل : 08/04/2013
| موضوع: من صفات المربي الفعال ( امتلاك مفاتيح القلوب ) الإثنين 3 يونيو 2013 - 12:25 | |
| من صفات المربي الفعال ( امتلاك مفاتيح القلوب )
لقد كان من أبرز سمات المربي الرباني أن يكون خير من يرقى اسمه حقيقة لا حكماً في قلوب الناس , إذ هو يسير على خطا المصطفى –صلى الله عليه وسلم-الذي قال الله جل وعلا عنه : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الْلَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظا غَلِيْظَ الْقَلْبِ لِانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آَلِ عِمْرَانَ:159)., وإن من أسرار التأثير و حب الناس للمربي المؤثر تمكنه من الوصول لقلوبهم عبر أبواب كثيرة منها :
ابواب الوصول الى القلوب
1. حسن الخلق .. قال صلى الله عليه وسلم إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي و أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون والمتفيهقون قالوا : يا رسول الله ما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون ) .
2. الرفق واللين .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم .
3- الحب .. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مُعَاذُ ، إِنِّي أُحِبُّكَ ، فَقُلْ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " رواه أبو داود والنسائي. ولذا فإن المربي الذي يوصي , ويعظ , ويرشد , و يوجه من قلب يمتلئ حباً صادقاً للمدعو لا شك أنه مدعاة للقبول , والاستجابة , والرائي لبعض حالات العصيان والتمرد لبعض توجيهات وإرشادات المربين تُرجع بعض الأسباب إلى وجود بعد عاطفي عن التوجيه الملقى , وهذا ينافي منهج الرسالة المحمدية .
4- الهشاشة والبشاشة .. ( وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هاشاً باشاً لا تلقاه إلا مبتسماً).وهذا هو الرسول –عليه الصلاة والسلام- على عظم مسؤوليته , وضخامة همه , وثقل حمل الرسالة على كاهله وجده من حوله هاشاً باشاً مبتسماً لا فاحشاً و لا متفحشاً .
5- لماح محفز .. وهذه أداة إبداعية للمربي الناجح إذ تجده لماح لمن معه , محفزاً لهم إن رأى ما يدعو للثناء , ويدل على ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال قلت : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أوّل منك لِما رأيت من حرصك على الحديث : إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من نفسه) . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج بن عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهم الله ورسوله: الحلم والأناة), ولايخفى على المربي بعضاً من الضوابط في ذلك :كتعيين الفعل المثني عليه , وعدم المبالغة في الثناء والإطراء , والإتيان بالثناء في وقته ومكانه المناسب.
6- الوقوف في الملمات والمصاعب .. وهي التي لها أثرها , وأجره –بإذن الله- , وفى الصحيح قال عليه الصلاة والسلام : " من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " , و هذا سلمان الفارسي لما أراد أن يعتق نفسه ولما لم يجد ما يعينه في فكاك نفسه قام معه عليه الصلاة والسلام , وقال للصحابة :" أعينوا أخاكم ", وقد شارك الصحابة مع نبيهم في ذلك حتى كوتب أخوهم من سيده .
7- التهنئة والمسارعة في المبشرات المفرحات ..
8- الكلمة الطيبة .. وقد كانت السمة الخالدة الذي يلقاها من لقي الرسول –صلى الله عليه وسلم-فيعيد الحياة لروحه من جديد , ولو في محنة أليمة , وقد قال عليه الصلاة والسلام :" والكلمة الطيبة صدقة " , وها هو يمر بآل ياسر وهم يُعذبون من قبل قريش , ويقول : "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة "..إن للكلمة الطيبة , والخاطرة العاطرة أثرها الجميل في القلب فإما تنفيس أو ترويض أو تثبيت أو إسعاد .. إنها خير لا تأتي إلا بخير فحري بالمربي أن تمتلئ خزانته بذلك , ويكثر محبوه من جراء ذلك أيضاً .
9- التقدير والاحترام والاهتمام .. ففي الحديث أنه _صلى الله عليه وسلم_ كان إذا حدث أحداً جعله تلقاء وجهه وأصغى إليه وأنه إذا أمسك بيد أحد لم يكن ليتركها حتى يكون الآخر هو الذي يترك يده ، وأن الأمة كانت تأخذ بيد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وتذهب به حيث شاءت ، وأنه استجاب للحباب بن المنذر في رأيه في مكان التخييم ليلة بدر ، واستجاب لنصيحة سلمان يوم الخندق ، وأنه _صلى الله عليه وسلم_ لطالما يذكر قيمة أصحابه ، ويشكر أفعالهم ، ويعرفهم قيمة دورهم ، و يثمن سلوكياتهم النبيلة فيقول لعثمان لما جهز جيش العسرة : " لا يضره ما فعل بعد اليوم " ، و يسمي خالد " سيف الله المسلول " ، ويقول عن أبي بكر : " لو وزن إيمانه بإيمان الأمة لرجحت كفة أبي بكر " , ويقول عن عمر: "لو أن نبياً بعدي لكنت أنت ياعمر".. إلى غير ذلك من دلائل تقديره لأصحابه وتعريفه لأهميتهم عنده وبين الناس .
10- الهدية .. وكم للهدية من أثرها الباقي في النفس من حب ووداد , وحسن عشرة , قال – عليه الصلاة والسلام- (تهادوا تحابوا (. رواه البخاري في الأدب المفرد . وإن من حسن الهدية أن تؤتى في وقت ومكان مناسبين , وأن يُحملها المُهدي خاطرة لطالما يريد إيصالها للمهدى له , وبذلك يكن للهدية معنى , ويسري أثرها .
11- حفظ الأسماء , والنداء بأحب الأسماء .. عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا)أخرجه البخاري في صحيحه .
12- الإيجابية , و خلق روح التنافس , والإقدام .. إذ النفس البشرية اعتادت أن تلتئم على من تجد ذاتها عنده , وتأنس حين تراه , وتعشق ردة فعله في الأزمات , وهذه من أجل صفة القادة والعظماء , وقد روي في غزوة مؤتة حين عاد جيش المسلمين , وخرج له الصبية والنساء مرددين يا فرار , يا فرار , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عز وجل». و روى الإمام أحمد في حديث ساقه عن عبد الله بن عمر قال: كنت في سرية من سرايا رسول الله ، فحاص الناس حيصة وكنت فيمن حاص، فقلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف ، وبؤنا بالغضب؟ ثم قلنا : لو دخلنا المدينة قتلنا ، ثم قلنا : لو عرضنا أنفسنا على رسول الله فإن كانت لنا توبة ، وإلا ذهبنا . فأتيناه قبل صلاة الغداة فخرج ، فقال : (من القوم؟).قال: قلنا نحن فرارون. فقال: (لا بل أنتم الكرارون، أنا فئتكم، وأنا فئة المسلمين).
13- فن الإنصات والاستماع .. وهذا الفن هو فن القائد الناجح , والمربي البارع إذ به يفهم النفوس , ويُترجم المفاهيم , ويعي المطلوب , ونذكر موقف عتبة حين أتى النبي –صلى الله عليه وسلم –ليُحاجه فتكلم عتبة حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يستمع منه قال:" أفرغت يا أبا الوليد ? " قال : نعم . قال : " فاستمع مني " وأكمل النبي حديثه كما في الحديث المعروف , وهنا نجد أدب النبي الجم في استماعه , وندائه خصمه بأحب الأسماء .
14- المشاركة في المهمات .. و من أبرز خصال المربي أن يشارك أصحابه الأعمال , وتنفيذ المشروعات , والمهام الميدانية , و في غزوة الخندق تمّ تقسيم المسؤولية بين الصحابة بحيث تولّى كل عشرةٍ منهم حفر أربعين ذراعاً ، ثم بدأو العمل بهمّة وعزيمة على الرغم من برودة الجوّ وقلة الطعام ، وزاد من حماسهم مشاركة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الحفر ونقل التراب .
15- العفو والصفح .. المربي القدوة يجد من معه سعة في صدره , وبستان ملؤه الحب , وحسن الظن , والعفو , إنهم لا يجدون نداً لهم في خصوماتهم , ومشاكساتهم .
16- الاعتذار لمن من له حق .. وفي ذلك تظهر خصلة الشجاعة , والصدق فيما يدعو له المربي , وهو اعتذاره ورجوعه عن الخطأ فيما لو حصل ذلك , وإن النفس البشرية غير معصومة .
17- الاعتراف بحقوق وجميل الآخر , مهما صغر حقه تجاهك , وكبر حقك عليه ..
18- المزاح اللطيف , والدعابة المرحة ..والمزاح والدعابة (اللطيفة) من طبيعتها تحبها النفوس , وتسعد الخواطر , وإن ضاقت , ومن آثارها المحمودة أنها تهيء النفس لاستقبال أي شيء .
19- الدعاء ..
أخيراً إن للمربي ما يربو على ذلك بأن يكون قريباً إلى قلوب الناس , وأن يرقى في أفئدتهم علياً , وذلك أن يكون حبيباً عند الله فيُحبه الله فيحبه أهل السماء , فيحبه أهل الأرض . وإن ما سبق ذكره وسائل نبوية , وإرشادات محمدية لا غنى للداعية المربي عنها , وعن غيرها الإطلاع عليها , ومن ثم ترجمتها واقعياً في الناس , وهي بمثابة الإشارات , وإلا ففي جُعب السنة النبوية ما هو أكثر من ذلك , ولكن حسب الفطن الحر إشارة تهديه الطريق .. أسأل الله أن يوفقنا لكل خير , وأن يطرح لنا القبول في خلقه , ويجعلنا مباركين أينما كنا . | |
|
أم محمد عضو متميز
عدد المساهمات : 379 نقاط : 505 تاريخ التسجيل : 03/03/2013
| موضوع: رد: من صفات المربي الفعال ( امتلاك مفاتيح القلوب ) الإثنين 3 يونيو 2013 - 13:41 | |
| | |
|
شيفاء الشفاء عضو نشيط
عدد المساهمات : 893 نقاط : 1810 تاريخ التسجيل : 20/02/2013
| موضوع: رد : من صفات المربي الفعال الإثنين 3 يونيو 2013 - 19:05 | |
|
الأسلوب المميز ..وفن التعامل مع الناس مهارة تختلف من شخص لآخر.. فالبعض منا يكون ملماً بكل أساليب التعامل الراقي والتصرف بحكمه مع الآخرين والبعض الآخر يفتقر إلى أبسط مقومات هذا الأسلوب فحسن التعامل مع الناس يجعل صاحبه مميزاً عن غيره، حيث يختلف الناس كثيراً في شخصياتهم وطباعهم وسلوكياتهم وتوجهاتهم لذلك فمثلما تتعدد وتختلف الشخصيات.. لابد أن تتعدد أساليب وطرائق التعامل معهم فهناك مفاتيح لكل شخصيه.. ومن استطاع امتلاك تلك المفاتيح الذهبية.. استطاع دخول قلوب الآخرين والتأثير فيهم.. وأصبح قادراً على استيعاب الشخصيات على اختلافها ومهارة التعامل مع الناس بأسلوب مميز فن مكتسب يستطيع كل إنسان تعلمه وتنميته في نفسه من خلال حرصه على تطوير مهارته والاطلاع على كل ما من شأنه زيادة وعيه في هذا الجانب وبناء على ذلك تكون مهاراته متعددة وأساليبه متطورة..ومعارفه كثيرة ولا يكتفي بما حصل بل يسعى ويجتهد دوماً لتطوير ذاته وتحسين أدائه وكلما كان حريصاً على إتقان هذه المهارة.. كلما كان قادراً على التعامل مع أكبر عدد من البشر.. بدون مواجهة أي مشاكل. من خلال ذلك أستطيع القول أن.. من يتميزون بأسلوبهم الرائع هم نوعيه من البشر.. يمتلكون الكثير من الوعي والثقافة العالية.. والخُلق الحسن..والتصرف الحكيم والقدرة الفائقة على احتواء الأزمات والمشاكل.. كما يميزهم امتلاكهم فن الحوار والمناقشة.. بشكل يجعل من يتحاور معهم يشعر بمرونة الحديث ولهم قدره عجيبة وفائقة على الإقناع لأنهم يمتلكون الكثير من المنطق . بالإضافة إلى رحابة صدورهم مما يجعلهم قادرين على استيعاب الآخرين بسلبياتهم وإيجابياتهم فلا عجب إذا تميزوا وتفردوا .. فأصبح لهم كل هذا الحضور وكل هذا التأثير الذي جعلهم يمتلكون قلوب البشر ويحظون باحترامهم ختاماً.. إتقان الأسلوب الراقي في التعامل مع الآخرين ليس شيئاً صعب المنال ..أو مستحيل التحقيق.. إنما هي مهارات معينه.. وخطوات بسيطة..ومعارف أساسيه من انتبه إليها و التزم بها .. وكان حريصاً على إتقانها وصل إلى تلك المرتبة من الرقي .. ونحن كمسلمين لابد أن نكون ملوك الأساليب الراقية في كل شيء كيف لا..وقدوتنا هو سيد البشر ومعلم الإنسانية الأول صلى الله عليه واله وسلم
| |
|