ظاهرة غير معقولة .

كثيرا ما نرى مظاهر تسيئ إلى بيوت الله في كل الأزمنة و الأمكنة ، و لقد تعوّدنا عليها حتّى بتنا نراها أمرا عاديا ، لكن و مع حلول الشهر الفضيل تستفحل ظاهرة لطالما أزعجت و تزعج المصلّين ألا و هي اصطحاب الاطفال الصغار الى المساجد من طرف امهاتهم أو آبائهم .
فرغم نصح خطباء المساجد و القيّمين بالكف عن اصطحاب الأطفال خاصة منهم دون الخامسة من العمر الى بيوت الله خلال صلاة التراويح كون المصلّين يحتاجون فيها إلى الخشوع و الطّمأنينة لتأمل آيات القرآن الكريم من جهة ، و لما فيها من طول زمن لا يستطيع الطّفل فيه الالتزام بالسكون و الهدوء من جهة أخرى، إلّا أنّ الوالدين يأبون إلّا إحضار أبنائهم بحجّة تعويدهم و تدريبهم على الصّلاة .
لكن الواقع أمرّ من ذلك بكثير ، و سأتحدّث هنا عن الأمّهات و الجدّات المصطحبات أطفالهن إلى المساجد لصلاة التراويح كي أعبّر بصدق عن واقع عايشته و شاهدته بنفسي ؛ فمنهن من تحضر معها طفلين أو أكثر للصّلاة لأنّها لا تجد من يبقى معهم و يهتمّ بأمورهم في البيوت ،و بطبيعة الحال سيصبح المسجد مكانا للعبهم و لهوهم و حتّى لقضاء حاجاتهم تحت مراقبة أمّهاتهم ، و هنا يطرح السؤال المنطقيّ نفسه :
أين قداسة بيت الله هنا ؟
و أين الخشوع الذي صار نادرا ما يرافق المصلّين في صلواتهم ؟
أليس من الأفضل لمثل هؤلاء الأمّهات أن يقرن و يصلّين في بيوتهن ،خاصّة و أنّ معظمهم يجدن القراءة ،و يتركن المكان لخاليات المسؤوليّة ، و للجدّات اللّواتي -الله غالب عليهم - لا يعرفن القراءة ، فلا يكلّف الله نفسا إلّا وسعها ،ثم إن للمساجد حرمتها التي لا بد من مراعاتها، وللمصلين حال انشغالهم بالصلاة حق في عدم إزعاجهم و تشتيت تركيزهم .
ومن هنا نقول إذا كان الطفل مميزا وعارفا بآداب المسجد ، و محترما لها يمكن إحضاره كي يعتاد صلاة الجماعة ،
أما إذا كان الطفل غير واع فمن باب الأولويّات تركه بالبيت ، تقديسا لبيوت الله ، و احتراما للمصلّين .

ربما أختي الكريمة تفشي هذه الظاهرة يرجع أساسا إلى خطئنا في فهم الحديث النبوي الشريف القائل :"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "

» ظاهرة التقويم وتعقيداتها
» ظاهرة الغش المدرسي ..
» الكذب ظاهرة اجتماعية
» للقضاء على ظاهرة الشغب داخل القسم